سوريا تسعى لتعزيز علاقاتها مع روسيا إلى مستوى استراتيجي وسط مباحثات حول التعاون الاقتصادي والعسكري


هذا الخبر بعنوان "سوريا تريد نقل العلاقة مع روسيا إلى مستوى استراتيجي" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجرى لقاءً "جيدًا" مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني. جاء هذا اللقاء في موسكو يوم الثلاثاء الموافق 23 كانون الأول، ضمن زيارة قام بها الشيباني برفقة وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة. وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء 24 من كانون الأول، صرح الشيباني بأن العلاقات الروسية-السورية تشهد دخول مرحلة جديدة، مشيرًا إلى التنسيق القائم بين البلدين على الساحات الدولية. وأكد الشيباني وجود مباحثات لتطوير هذا التنسيق، معربًا عن تطلعه لمناقشات أكثر صراحة وانفتاحًا مع المسؤولين الروس بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي.
وفي سياق حديثه، لفت الشيباني إلى الدمار الواسع في سوريا، حيث يقدر عدد المنازل المدمرة بنحو أربعة ملايين، بالإضافة إلى استمرار وجود المخيمات في الشمال واللاجئين في الخارج الذين ينتظرون العودة. وأوضح أن بلاده تسعى لجذب الاستثمارات الخارجية، معربًا عن أمله في الحصول على دعم الجانب الروسي في هذا المسعى.
من جهته، جدد لافروف تأكيد التزام روسيا الثابت بسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها. وأفاد بأن الطرفين توصلا إلى اتفاقيات جوهرية تتعلق بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بما يخدم المصالح المشتركة، وذلك بناءً على الأسس الراسخة التي أُرسيت على مدى العقود الماضية.
وأوضح لافروف أن روسيا ستواصل تطوير علاقاتها مع سوريا استنادًا إلى تلك الأسس التاريخية، مشيرًا إلى أن الجانب السوري أبدى استعداده لتعزيز التعاون خلال مباحثاته مع الرئيس بوتين في موسكو. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن اللقاءات بين الجانبين شملت بحث سبل تطوير الشراكة العسكرية والتقنية، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية للجيش السوري ومواكبة أحدث التطورات في الصناعات العسكرية، خاصة في تحديث العتاد ونقل الخبرات الفنية والتقنية والتعاون في البحث والتطوير.
وأكدت (سانا) أن الرئيس بوتين شدد على دعم روسيا الثابت لسوريا، وأهمية صون وحدة الأراضي السورية وسيادتها الكاملة، رافضًا بشكل قاطع أي مشاريع تهدف إلى تقسيم البلاد أو المساس بقرارها الوطني المستقل. كما جدد بوتين موقف موسكو الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، معتبرًا إياها تهديدًا مباشرًا للاستقرار والأمن الإقليمي.
زيارة سابقة للشرع
يُذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان قد استقبل في موسكو بتاريخ 15 تشرين الأول الماضي، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع. وخلال اجتماعه مع بوتين في الكرملين، أكد الرئيس الشرع أن سوريا الجديدة تسعى لإعادة بناء علاقاتها الاستراتيجية والسياسية مع جميع الدول، وفي مقدمتها روسيا.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن الشرع تأكيده أن جزءًا كبيرًا من الأمن الغذائي السوري يعتمد على الإنتاج الروسي، وأن العديد من محطات الطاقة تستفيد من الخبرات الروسية. وشدد الشرع على وجود "جسور تعاون جادة" تربط روسيا وسوريا، بما في ذلك التعاون الاقتصادي.
في المقابل، أكد الرئيس الروسي بوتين أن علاقات روسيا مع سوريا لطالما استندت إلى مصالح الشعب السوري. وصرح بوتين بأن روسيا لم تُقم أي علاقات مع سوريا مرتبطة بظروفها السياسية أو مصالحها الخاصة على مدى العقود الماضية، بل كان هدفها دائمًا مصلحة الشعب السوري. وأضاف أن البلدين يتمتعان بعلاقات خاصة و"ودية" للغاية تمتد لعقود عديدة.
وفي تصريح له، ذكر نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن سوريا بحاجة ماسة لإعادة بناء بنيتها التحتية، وأن روسيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم. وأشار إلى اتفاق روسيا وسوريا على عقد اجتماع للجنة حكومية دولية قريبًا، مضيفًا أن مباحثات بوتين والشرع في الكرملين تناولت أيضًا "مسائل الإمدادات الإنسانية" لسوريا.
وأكد نوفاك كذلك أن البلدين بحثا سبل التعاون في مجالات متنوعة، بما في ذلك السياحة. وقد أبدت دمشق اهتمامًا خاصًا بإمدادات القمح والأدوية الروسية، في حين أعرب المسؤول الروسي عن استعداد بلاده لمواصلة العمل في حقول النفط السورية.
وفي تصريح لوكالة "ريا نوفوستي"، صرح وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، بأن سوريا مستعدة لتقديم "فرص هائلة" لروسيا لدعم جهود إعادة الإعمار.
تتمتع سوريا وروسيا بعلاقة سياسية تاريخية تمتد إلى سبعينيات القرن الماضي، منذ حقبة الاتحاد السوفييتي، وقد تعززت هذه العلاقة في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، واستمرت لتشكل إحدى الركائز الأساسية لدعم نظامه. وبعد سقوط النظام السوري السابق، شهدت العلاقة بين الإدارة السورية الجديدة وروسيا تحولًا من حالة الحرب إلى فترة من الفتور السياسي، وصولًا إلى جهود حثيثة لتجاوز المشكلات واستئناف العلاقات، والتي توجت بزيارة الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى الكرملين.
سياسة
اقتصاد
سياسة
سياسة