معرض وثائقي وتاريخي بدمشق يحتفي بالوجود الشركسي ودوره في المجتمع السوري

افتتحت الجمعية الخيرية الشركسية في دمشق اليوم معرضاً مميزاً للكتب والوثائق، في فعالية ثقافية تهدف إلى تسليط الضوء على الوجود والتاريخ الشركسي العريق ودوره الفاعل ضمن النسيج الوطني السوري المتنوع. شهد المعرض مشاركة واسعة من نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي.

يضم المعرض مجموعة قيمة من الكتب التاريخية والجغرافية التي كُتبت بلغات متعددة، منها العربية والشركسية والروسية والإنكليزية والتركية. وتعود بعض هذه المخطوطات والوثائق إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، متجاوزةً بذلك المائة عام من العمر.

وفي تصريح لمراسل سانا، أوضح برزج لابسروق، عضو اللجنة الثقافية في الجمعية، أن تنظيم المعرض يأتي بمناسبة ذكرى التحرير، ويحتوي على تشكيلة واسعة من الكتب والوثائق القديمة والنادرة.

وأكد لابسروق أن المعرض يسعى إلى تحقيق أهداف متعددة، أبرزها إعادة إحياء الاهتمام بالقراءة الورقية بين الأجيال الجديدة، وتعزيز تعليم اللغة الشركسية لدى فئة الشباب. ويأتي هذا الجهد في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية الشركسية وتشجيع الأجيال الصاعدة على التمسك بتراثها وجذورها الأصيلة.

من جانبها، أشارت هناء رجب، عضو اللجنة الثقافية في الجمعية، إلى أن المعرض يشتمل على وثائق تاريخية نادرة توثق مسيرة الشركس منذ قدومهم من منطقة القفقاز إلى سوريا. وتغطي هذه الوثائق جوانب مهمة تتعلق بالملكيات والتاريخ الاجتماعي الشركسي، مؤكدةً أن رسالة الجمعية الأساسية تتمثل في إبراز الحضارة الشركسية كجزء أصيل لا يتجزأ من المجتمع السوري، وتعزيز التواصل الثقافي والتاريخي بين الشركس وبقية مكونات المجتمع السوري.

يأتي هذا المعرض ضمن سلسلة النشاطات التي تنظمها الجمعية الخيرية الشركسية بهدف تعريف السوريين بالشركس، وإبراز إسهاماتهم الثقافية والتاريخية ضمن نسيج المجتمع السوري الغني.

تأسست الجمعية الخيرية الشركسية في سوريا، ومقرها الرئيسي في دمشق، عام 1948. وعُرفت في بداياتها باسم “المقاصد الخيرية الشركسية”. وتُعنى الجمعية بتقديم المساعدة للأسر الشركسية، وتنشط بفعالية في المجالين الاجتماعي والخيري، وتتبع إدارياً لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.