عقود الطاقة الروسية في سوريا: مراجعة شاملة في ظل المشهد السياسي المتغير

تخضع عقود النفط والغاز التي أبرمتها موسكو في سوريا خلال سنوات الحرب لمراجعة محتملة، وذلك في ظل التغيرات التي يشهدها المشهد السياسي في البلاد. تشمل هذه المراجعة بشكل خاص العقود التي مُنحت لشركات مثل "ميركوري" و"سيوز نفتي غاز" و"يوربوليس" و"STG".

على الرغم من مرور أكثر من عقد على توقيعها، لم تُترجم العقود البحرية في البلوكين 1 و2 إلى أعمال فعلية على أرض الواقع. تُعزى هذه الحالة إلى تقديرات تشير إلى وجود مخاطر عالية وتكاليف كبيرة، بالإضافة إلى نزاعات حدودية حالت دون البدء بأعمال الحفر.

في المقابل، شهدت الاستثمارات الروسية في منطقة قارة بريف دمشق تقدماً ملحوظاً، حيث دخلت 8 آبار غاز حيز الإنتاج، مما ساهم في دعم الشبكة الكهربائية. يعكس هذا التوجه نحو الحقول الأقل تعقيداً والأسرع في تحقيق المردود.

يؤكد قانونيون أن العقود التي وُقعت في ظروف استثنائية قد تكون عرضة للطعن القانوني. كما أن غياب التنفيذ الفعلي للعقود البحرية يوفر مبرراً قوياً لإلغائها. وتواجه عقود شركة "يوربوليس" تحديداً إشكالات إضافية بسبب ارتباطها بمجموعات شبه عسكرية.

سيعتمد مصير هذه الاتفاقيات على التفاهمات السياسية المستقبلية، مع توقعات بأن العقود غير المنتجة ستُعتبر قابلة للسقوط في أي إطار قانوني جديد يتم وضعه.