جدل حول ملكية فكرة يوم اللغة العربية: هل تعترف جامعات حلب واللاذقية بريادة الدكتور جورج جبور بعد قرار اليونسكو؟


هذا الخبر بعنوان "يوم اللغة العربية في جامعتي حلب واللاذقية: هل تحترم الجامعتان قرار اللجنة الوطنية السورية لليونسكو بانني” صاحب فكرة يوم اللغة العربية”؟" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يستمر الجدل حول ملكية فكرة "يوم اللغة العربية"، حيث يؤكد الأستاذ الدكتور جورج جبور أنه صاحب هذه الفكرة بموجب قرار رسمي تلته مخاطبة إلى اليونسكو في 5 كانون الأول 2023، يطالب فيها بإذاعة ريادته عالمياً. يتساءل الدكتور جبور عما إذا كان الاعتراض الضمني من بعض الجهات على ريادته سيتبعه إبطال صريح، وعما إذا كان له حق ملكية أدبية لتعبير "يوم اللغة العربية" الذي ورد لأول مرة في كراس نشرته "دار الفكر" عام 2008.
يطرح الدكتور جبور تساؤلات حول دور كليتي الحقوق في جامعتي حلب واللاذقية، ووزارتي الثقافة والتربية في هذا الشأن. ففي حين احتفلت جامعة حلب بيوم اللغة العربية، لم يتلقَ دعوة للمشاركة. ورغم تعهد رئيس الجامعة في آذار 2024 بقراءة كلمته في حال عدم حضوره، وأكدت رئيسة قسم اللغة العربية قبل أيام أنه ذُكر مرات عديدة في فعالية الجامعة هذا العام، إلا أن الدكتور جبور يتساءل عن مدى الاعتراف الرسمي بريادته.
أما في جامعة اللاذقية، فقد أُقيمت فعالية بالمناسبة. وبعد تواصل الدكتور جبور مع رئيس الجامعة، جاء الرد: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كلامكم دقيق ومنطقي. نسعى في جامعة اللاذقية لاتخاذ الخطوات الضرورية في هذا المجال. ونحاول الاستفادة من بنوك المعلومات وبعض الأنظمة الحاسوبية. لكم كل التقدير." وقد أرسل الدكتور جبور لرئيس الجامعة نصاً يؤكد فيه ريادته لفكرة يوم اللغة العربية، مشدداً على أهمية حفظ الحقوق الفكرية.
يتطرق الدكتور جبور إلى كيفية إثبات ملكية الفكرة، مشيراً إلى براعة العرب في كشف السرقات الفكرية، وضرورة قيام الرائد الفكري بما يلزم لحماية ريادته. ويؤكد أن الرائد الفكري الذي يعمل منفرداً قد يواجه صعوبة في مقاومة سارق يتمتع بقدرة توزيع وإعلام متفوقة. ويذكر أنه منذ إطلاقه شفهياً فكرة "يوم للغة العربية" في محاضرة ضمن مؤتمر، راوده شعور بأن هذه الفكرة الجذابة، المقتبسة من يوم الفرانكوفونية، تتمتع بقدرة جذب السارقين.
يعود الدكتور جبور بذاكرته إلى 15 آذار 2005 حين أطلق الفكرة في جامعة حلب، ثم جعلها مكتوبة وقرأها في مركز العدوي الثقافي بدمشق يوم 22 آذار 2006. وقد وزع نص ريادته على أصحاب القرار في الدول العربية، وكان أهم من أرسل إليه النص هو معالي الأستاذ عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك. ويذكر الدكتور جبور أنه تبادل الحديث مع عمرو موسى سابقاً في "مؤتمر المفكرين العرب" الذي دعا إليه الأخير إثر انهيار برجي نيويورك عام 2001. وفي ذاكرته، صرح عمرو موسى بعد استلام رسالته الفاكسية بأن مؤتمر القمة القادم في جدة سيبحث في المكانة الدولية للغة العربية.
بعد فترة من المتابعة، دعاه اتحاد الكتاب العرب في دمشق لإلقاء مداخلة في مؤتمر عن اللغة العربية في آذار 2008. وقد جعل كلمته مكتوبة، وحاول وضعها بنداً على جدول أعمال قمة دمشق أواخر آذار. ويشير إلى دور السيدة نجاح العطار في عامي 2006 و2007، وكونها مرجعاً "للجنة التمكين للغة العربية" التي يرأسها الأستاذ الدكتور محمود السيد. ورغم صياغة سورية لخطة النهوض باللغة العربية لاهتمام قمة دمشق، إلا أن الخطة أتت خالية من فكرته "يوم للغة العربية".
حظيت فكرة اليوم باهتمام الأستاذ عدنان سالم رحمه الله، عميد "دار الفكر"، الذي طلب من الدكتور جبور التنازل عن حقوقه المادية في محاضرة 2008 لنشرها مجاناً، وهو ما وافق عليه الدكتور جبور. ويؤكد أن "دار الفكر" وعدنان سالم خدما فكرة يوم اللغة العربية أكثر من ثلاث قمم عربية وعمرو موسى. ولحفظ حقه كـ"محارب قديم" من أجل فكرة قيمة، أضاف ملحقاً بمحاضرة 2008 رسالته الفاكسية إلى عمرو موسى، متضمنة إشارة واضحة إلى مذكرة وصلت في 22 آذار 2006 إلى رئيس جمهورية سورية آنذاك، ليشعر بأن له حقاً أدبياً على "صناعة" هذا اليوم منذ 2006.
ذهب كراس "دار الفكر" إلى لجنة التمكين للغة العربية التي تبنت الفكرة وبعثت بها إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو). يتساءل الدكتور جبور عما إذا كانت المذكرة الرسمية السورية قد ذكرت أنه صاحب الفكرة، مشيراً إلى أن هذه المذكرة ما تزال محجوبة. لكن الحكومة السورية قالت رسمياً للعالم، ممثلاً باليونسكو، في 5 كانون الأول 2023 إنه رائد فكرة يوم اللغة العربية. ورغم ذلك، لم يظهر من اليونسكو ما يدل على اقتناعها، وقد يعود السبب إلى أن رسالة سورية أشارت إلى مذكرة 2008 وأهملت إرفاق نسخة منها إلى اليونسكو.
يختتم الدكتور جبور مقاله، الذي كتبه صباح الأربعاء 24 كانون الأول 2025، بالتساؤل عما إذا كانت وزارة التربية السورية ستقوم بواجبها الوطني وتوضح الأمور. ويعتقد أنه نجح في شرح ما قام به لكي يقترن اسمه المتواضع باليوم في أذهان المهتمين، لكنه يفتقر إلى القنوات الإعلامية التي تظهر الحقيقة في مواجهة من يخفيها جهلاً أو تعمداً.
وفي متابعة بينه وبين رئيس جامعة اللاذقية، شكر الدكتور جبور رئيس الجامعة على تصونه للحقوق الأدبية. وعلى النقيض، أنكر عميد كلية آداب جامعة حلب أن للدكتور جبور حقوق ملكية أدبية على التعبير. وقد رد الدكتور جبور على ذلك قائلاً: "هل الريادة أمر بسيط؟ لدينا آلاف أساتذة العربية في الجامعات العربية، والفرنكوفونية تحتفل سنوياً بيومها أمامهم منذ عام 1970، لم يخطر ببال أحد منهم الإقدام على اقتباس إبداعي. وحين أقدمت عليه عام 2006 أمضيت 17 سنة من الجهد حتى اقتنعت اللجنة الوزارية لليونسكو بضرورة تعريف اليونسكو به. ثم إن ملكيتي صاحباً للفكرة مسجلة في مديرية الملكية الفكرية بوزارة الثقافة. أيصح أن تتجاهله جامعة حلب فلا يمر ذكره إلا ممن نجهل اسمه؟" ويعود ليسأل: "هل ذُكرت ريادتي من رئاسة الجلسة، وفي الافتتاح؟" (أخبار سوريا الوطن).
ثقافة
ثقافة
ثقافة
ثقافة