قمة ترامب-نتنياهو: خلافات حادة حول مستقبل غزة وسيناريوهات ما بعد الحرب.. هل هي أزمة حقيقية أم مسرحية؟


هذا الخبر بعنوان "خلافات و3 سيناريوهات غامضة.. الأزمة بين ترامب ونتنياهو خلاف حقيقي أم مسرحية؟.. غزة بعد قمة “مارالاغو” إلى أين؟ وما هي المُفاجأة؟ وهل نقترب من الحرب؟ ماذا يُخَبَّئ للقطاع؟" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
قبل أيام قليلة من لقاء القمة المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة، يلف الغموض ملف غزة الشائك والتهدئة الهشة. تأتي هذه الضبابية بفعل اختلاف التصريحات وظهور عقبات قد تُصعّب المشهد وتقرب شبح الحرب مجددًا.
طُرحت على الطاولة الكثير من العقبات والعراقيل قبل القمة المنتظرة، وبرزت فجوة وخلافات بين خطة الرئيس الأمريكي في غزة وما يسعى له رئيس الحكومة الإسرائيلي. يصر نتنياهو على نزع سلاح "حماس" في غزة قبل الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، وهو ما يزعج الإدارة الأمريكية.
تترقب الدوائر السياسية اجتماعًا "مصيريًا" الإثنين المقبل في منتجع "مار إيه لاغو" بفلوريدا، يجمع ترامب ونتنياهو. من شأن هذا اللقاء تحديد مصير المبادرات الأمريكية الكبرى بشأن قطاع غزة، والمقرر إعلانها أوائل يناير/كانون الثاني المقبل.
برزت فجوة في المواقف بشأن آليات الانتقال للمرحلة الثانية من خطة التسوية في قطاع غزة. فبينما تدفع الإدارة الأمريكية نحو بدء هذه المرحلة بحلول منتصف يناير المقبل، وهو ما عكسته المباحثات الأخيرة في ميامي مع الوسطاء (قطر، مصر، وتركيا)، تصر إسرائيل على تسلسل زمني مختلف.
ترغب واشنطن في مسار متوازٍ يشمل "نزع السلاح وإعادة الإعمار" معًا، في حين تشترط "تل أبيب" إتمام تجريد حماس والقطاع من السلاح كليًا قبل الشروع في أي عمليات إعمار.
ميدانيًا، أفادت هيئة البث العبرية بأن جيش الاحتلال باشر عمليات تسوية أراضٍ في رفح تمهيدًا لنقل السكان إلى مجمعات سكنية مستحدثة، ستخلو من وجود الجيش أو حركة حماس. وتتضمن الرؤية الأمريكية توفير "بيوت متنقلة" كحل مؤقت قبل الانتقال للبناء الدائم.
على الصعيد الأمني، لا تزال التساؤلات قائمة حول ماهية القوة الدولية المنوط بها حفظ الاستقرار ودور تركيا فيها، وسط تقارير عن موافقة إيطاليا وإندونيسيا على إرسال قوات بتفويض مشابه لقوات "اليونيفيل".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين في البيت الأبيض أن حالة من الإحباط المتزايد تسود فريق ترامب (الذي يضم ويتكوف وكوشنر وروبيو) جراء ما وصفوه بـ "المماطلة الإسرائيلية" في تنفيذ تفاهمات السلام. وأشار المسؤولون إلى أن نتنياهو يحاول الالتفاف على مستشاري الرئيس وإقناع ترامب شخصيًا بتبني رؤية أكثر تشددًا، خاصة فيما يتعلق بملفي نزع السلاح والحكم المستقبلي للقطاع.
تحتدم الخلافات داخل مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة بشأن مستقبل إدارة قطاع غزة بعد الحرب، في ظل تضارب مقاربات سياسية وأمنية تتراوح بين الحسم العسكري، والإدارة الدولية المؤقتة، ونماذج إعادة الإعمار، وسط ضغوط متزايدة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتخاذ قرار حاسم خلال الفترة القريبة.
يرى المحلل الأميركي توماس واريك أن خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في غزة، والتي يعوّل عليها بوصفها أبرز فرصه للفوز بجائزة نوبل للسلام، تحتاج إلى "دفعة قوية" خلال لقائه المرتقب مع نتنياهو. وقال واريك، الذي تولى قيادة التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في العراق بوزارة الخارجية الأميركية وشارك في إدارة عمليات ما بعد النزاعات في البوسنة وكوسوفو والعراق وتيمور الشرقية وليبيا وأفغانستان، إنه حذر بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، إلى جانب عدد من الخبراء، من مخاطر غياب التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، وانضم إلى مجموعة من كبار المسؤولين السابقين لوضع تصور متكامل لهذه المرحلة.
وأضاف واريك أن خطتهم كانت الأقرب إلى الصيغة النهائية لخطة ترامب مقارنة بغيرها، وتضمنت إنشاء حكم دولي انتقالي، وهيئة إشراف دولية تعمل بالشراكة مع فلسطينيي غزة، ومدعومة بقوة استقرار دولية مفوضة بقرار من مجلس الأمن، على أن يقود الجهد المدني مسؤول غير أميركي، فيما يرأس قوة الاستقرار جنرال أميركي، وفق "سكاي نيوز عربية".
وأوضح واريك أن ترامب يواجه الآن خيارًا مصيريًا بين ثلاث رؤى متباينة:
ختم واريك بالقول إن ترامب مطالب باتخاذ قرار سريع بشأن أي من هذه المقترحات الثلاثة سيدعمه، إذ إن الرهان على نزع سلاح حماس طوعًا يبدو غير واقعي، وسيؤدي إلى إطالة معاناة نحو مليوني فلسطيني في غزة، فضلًا عن زيادة المخاطر الأمنية على الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. وأضاف أن الرئيس الأميركي مطالب بالموافقة على خطة تبدأ فورًا عملية إعادة الإعمار المادي والاجتماعي في غزة، ورغم القيود المحيطة به، يبقى نموذج نظام الإمدادات لغزة الخيار الأكثر واقعية حاليًا للشروع السريع في تحقيق قدر من الأمن وإعادة الإعمار في نصف القطاع على الأقل.
أمام هذه التطورات، يبقى التساؤل: هل ما يجري مسرحية؟ وهل قادر ترامب على إلزام نتنياهو بالصفقة؟ وماذا يُخبئ لغزة؟
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة