دمشق تحتضن "التقاء الياسمين بالزيتون": احتفال بالتنوع الثقافي السوري وتكريم لداعمي مهجري الغوطة


هذا الخبر بعنوان "فعالية “التقاء الياسمين بالزيتون” تحتفي بالتنوع الثقافي السوري في المكتبة الوطنية بدمشق" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
احتضنت المكتبة الوطنية السورية في دمشق فعالية "التقاء الياسمين بالزيتون"، التي نظمتها مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة. يمثل هذا النشاط الأول من نوعه احتفاءً غنياً بالتنوع الثقافي السوري، وتكريماً للشخصيات الوطنية التي وقفت إلى جانب أهالي الغوطة الشرقية إبان تهجيرهم القسري إلى عفرين عام 2018 على يد النظام البائد.
تضمنت الفعالية معرضاً فنياً متميزاً، أشرف على تنظيمه مركز عنبر المجتمعي بالتعاون مع مركز دعم تمكين المرأة في إدلب. شارك في المعرض 38 من الأطفال واليافعين، من العرب والكرد، حيث قدموا 82 عملاً فنياً تنوع بين الأشغال اليدوية والرسومات المعبرة.
كما شملت الفعالية حفلاً فنياً متنوعاً، افتتح بعزف على البزق الكردي قدمته فرقة فتحي شيخو، تلاه أداء كورال "حنايا" من سلمية لأغانٍ من التراث الدمشقي وأخرى وطنية وطربية. وفي لفتة مؤثرة، جسّد أطفال فرقة "نجوم سوريا الحرة" شخصيات شهداء الثورة السورية.
وفي تصريح لوكالة سانا، أوضح عارف جويجاتي، معاون مدير ثقافة الطفل في وزارة الثقافة، أن هذه الفعالية تهدف إلى ترسيخ قيم التعايش بعد عقود من السياسات الإقصائية التي مارسها نظام البعث البائد. من جانبه، نوّه صلاح الدين كرو، مدير أوقاف عفرين، بأن احتضان أهالي الغوطة لمدة سبع سنوات كان واجباً إنسانياً نابعاً من الحب والاهتمام.
وبيّن عامر زيدان، مدير مركز عنبر المجتمعي، أن المعرض هو ثمرة عمل دؤوب لطلاب المركز منذ وجوده في الغوطة الشرقية. مؤكداً أن الهدف الأساسي من الفعالية هو التأكيد على وحدة العرب والكرد كشعب واحد، وأنها تمثل ردّاً للجميل لأهالي عفرين الذين استضافوا أبناء الغوطة خلال فترة التهجير.
وشاركت الطالبة نازلية ناصر من عفرين بلوحات فنية مستوحاة من فن الماندالا، عبرت من خلالها عن تطلعات النساء نحو الحرية والاستقلالية. فيما قدمت سناء نطفجي، مديرة القسم الفني في مركز دعم تمكين المرأة، أعمالاً فنية لنحو 25 طفلاً مهجّراً، شملت صناعة الورود والعمل على الخشب وقص الورق وإعادة التدوير. كما عرضت أبرار عبد العليم مجموعة من الأعمال اليدوية التي شملت التطريز والخياطة وأعمالاً بالخرز والصوف، مؤكدة أن المشاركة منحت النساء شعوراً بالإنجاز والاعتزاز.
ولفتت بيرفيان بوزو، منسقة مكتب عفرين في مركز عنبر، إلى أن الفعالية تسعى لترسيخ اللحمة الوطنية بين السوريين. وأوضح خالد طفّور، مدير معهد إعداد المدرسين في عفرين، أن التنوع الثقافي يشكل عامل قوة لأي دولة إذا ما أحسنت استثماره، مؤكداً أن التعايش في عفرين جسّد هذا المفهوم عملياً.
وأشاد نزار المدني، الفائز بعضوية مجلس الشعب والطبيب، بكرم أهالي عفرين الذين استضافوا المهجّرين من الغوطة، مشيراً إلى أن التعاون بين الأطباء هناك أثمر عن تأسيس مشفى شكّل نموذجاً للتكامل. واعتبر سنان آل رشي، المعتقل السابق، أن هذه الفعاليات تعزز جسور الثقافة والتعايش بين جميع المكونات السورية.
وتخلل الحفل كلمات للشهيد مشعل تمو، وعروض مسرحية وموسيقية جسدت رموز الثورة مثل: مي سكاف وعبد الباسط الساروت والطفل حمزة الخطيب وأطفال درعا، إضافة إلى قصائد وطنية للشاعر محمود الطويل ومشاركات من أطفال الثورة شام عواضة وسلمى الطويل. واختُتمت الفعالية بتكريم الشخصيات الوطنية التي وقفت إلى جانب الأهالي المهجّرين إلى عفرين، مؤكدة أن النشاط المجتمعي في عفرين خلال سنوات الثورة جسّد التفاعل بين مكونات الشعب السوري من العرب والكرد عبر مبادرات ثقافية وتنموية هدفت إلى تعزيز التفاهم، وتحقيق التمكين الاقتصادي وتوفير فرص العمل والتدريب المهني.
ثقافة
ثقافة
ثقافة
ثقافة