مشروع "شروق الشمس" لترامب: خطة استغلال عقاري لغزة وتهجير قسري للفلسطينيين


هذا الخبر بعنوان "“شروق” ترامب!!" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
ليس مستغرباً أن يشبّه دونالد ترامب نفسه بـ "الشمس" التي يرى أنها لا تشرق على أمريكا فحسب، بل على العالم أجمع. وقد تكشّف أن اهتمام ترامب بإنهاء الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة لا ينبع من حرصه على إنقاذ أهله الفلسطينيين من الإبادة، بل يهدف إلى "الشروق" عليها كمستثمر انتهازي. يسعى ترامب لتأسيس مشروع عقاري على دماء أطفال ونساء غزة، وهو المشروع الذي أطلق عليه سابقاً اسم "ريفييرا"، واستبدله مؤخراً بمشروع "شروق الشمس".
لم يعلن ترامب عن مشروع "شروق الشمس" بشكل مباشر في مؤتمر صحفي، بل تولى الإعلان عنه صهره جاويد كوشنر، مؤسس شركة أفينيتي بارتنرز، والمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. وقد صرّحا بأنهما قدما للرئيس خطة لإعادة إعمار قطاع غزة لمستثمرين محتملين، وأن هذه الخطة ستعمل على تحويل القطاع إلى مدينة منتجعية عصرية مزدهرة، مع تمويل الولايات المتحدة لـ 20% من بعض التكاليف.
يضم فريق العمل الذي اقترح تحويل قطاع غزة المدمر إلى مدينة متألقة تشبه "شروق الشمس" اثنين من كبار مساعدي البيت الأبيض، مما يؤكد أن ترامب يخطط للاستيلاء على غزة عقارياً وسياحياً دون اكتراث بمصير أهلها. فبالنسبة له، تمثل غزة صفقة تجارية مجانية لن يفوتها بسهولة.
لا يبدو فريق ترامب قلقاً من الصعوبات التي قد تعرقل المشروع، فقد عرضوه سراً على دول مانحة رئيسية، منها تركيا ومصر، مستخدمين 32 شريحة تتضمن صوراً لمبانٍ شاهقة ورسوماً بيانية وجداول تكاليف. كما ناقش الفريق مع المستثمرين المحتملين مشاريع السكك الحديدية فائقة السرعة والشبكات الذكية وغيرها.
الملفت للنظر أن فريق عمل مشروع "شروق الشمس" لم يقدم إجابة على سؤال أساسي: أين سيقيم أكثر من مليوني فلسطيني خلال فترة إعادة الإعمار؟ ربما لا يرى ترامب مشكلة سكانية في غزة، فقد أوكل مهمة تهجير الفلسطينيين لحليفه "نتنياهو". ومع ذلك، فإن حرب الإبادة المستمرة ضدهم لم ترغمهم على ترك منازلهم التي سُويت بالأرض، ولا توجد قوة قادرة على تهجيرهم، خاصة مع رفض مصر لعملية ترحيلهم عبر حدودها أو استقبالهم على أراضيها.
يبدو أن الحل المقترح ورد في وثيقة مشروع "شروق الشمس"، حيث يمنح فريق ترامب سكان غزة خيارين: إما المغادرة الطوعية للقطاع مقابل تعويض مالي بقيمة 5 آلاف دولار، أو الانتقال مؤقتاً إلى مناطق آمنة ومحددة داخل غزة حتى اكتمال عمليات إعادة الإعمار.
تشير بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن مشروع "شروق الشمس" يواجه صعوبات تجعل تنفيذه مهمة مستحيلة لسببين رئيسيين على الأقل: الأول هو رفض حركة حماس نزع سلاحها، إلى جانب الرفض القاطع للفلسطينيين بترك غزة. أما السبب الثاني فيتمثل في عملية تأمين تمويل المشروع، الذي يتجاوز مبلغ 112 مليار دولار على مدى السنوات العشر الأولى.
صحيح أن ترامب يشرف شخصياً على خطة إنهاء الحرب في غزة، لكنه سيواجه قريباً مشكلة إفراغ القطاع من الفلسطينيين لكي يتمكن فريقه من البدء بتنفيذ المشروع. يتضمن المشروع أربع مراحل تبدأ من الجنوب في رفح وخان يونس، وتمتد شمالاً إلى المخيمات الوسطى وصولاً إلى مدينة غزة. ومن المؤكد أن ترامب قد سأل فريق العمل المكلف بتنفيذ مشروع "شروق الشمس": كيف سنهجّر الفلسطينيين من قطاع غزة؟
عندما يطرح ترامب مثل هذا السؤال، فإنه لا يمزح، فهو يرى في مشروع "شروق الشمس" استثماراً مجزياً ومغرياً جداً لن يتخلى عنه بسهولة. وقد أكد له فريق عمله أن قطاع غزة سيحقق عوائد استثمارية طويلة الأجل تزيد عن 55 مليار دولار.
خلاصة القول، طرح ترامب منذ أشهر فكرة مفادها أن تستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين، ثم تعيد بناءه ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". ورغم أنه أوحى بالتراجع عن هذه الفكرة بعد استنكارها من دول عدة، إلا أن الدول التي دعمت خطة ترامب الشاملة للتسوية في قطاع غزة، والتي أقرها مجلس الأمن في منتصف تشرين الثاني الماضي، سرعان ما اكتشفت أن هدفها الأساسي هو تهجير الفلسطينيين من القطاع لتنفيذ مشروع "شروق الشمس". هذا "الشروق" لترامب على غزة ليس إلا كارثة على القضية الفلسطينية. (المصدر: موقع أخبار سوريا الوطن)
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة