معاون وزير الإعلام يحلل: تراجع الاحتجاجات في الساحل السوري وتحولها الخطير نحو العنف وتوظيفها في صراع أمني


هذا الخبر بعنوان "موقع الإخبارية السورية" نشر أولاً على موقع قناة الإخبارية وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
صرح معاون وزير الإعلام، عبد الله الموسى، يوم الأحد الموافق 28 كانون الأول، بأن حجم الاحتجاجات في الساحل السوري قد تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالتظاهرات السابقة، باستثناء مدينة طرطوس، وذلك على الرغم من الزخم الإعلامي الكبير وجهود التحشيد. وفي تحليله للمشهد، أشار الموسى إلى أن انخفاض زخم الشعارات الكبرى، مثل "الفيدرالية"، يعكس نجاحاً نسبياً للمقاربة السياسية التي اتبعتها الدولة في احتواء الوضع وضبطه. هذا النجاح دفع من وصفهم بـ"الفلول" إلى التصعيد عبر أقنعة مدنية، مستغلين التفجير الإرهابي الذي وقع في حمص.
الخطاب الطائفي يفقد قدرته
وأوضح الموسى أن وجود أنصار لفلول النظام البائد وبعض رجال الدين المحرضين أمر متوقع، نتيجة لتراكم عقود من التطييف والطائفية التي استُخدمت كأدوات للحكم والضبط الاجتماعي. وأكد أن هذه البنى لا تزول تلقائياً بزوال السلطة، بل تبقى إرثاً ثقيلاً في الوعي الجمعي. كما لفت إلى تراجع قدرة الخطاب الطائفي وورقة الفلول على التعبئة الشعبية، وهو ما يتجلى في الانحسار العددي الواضح لمناصريهم في الشارع.
الأخطر: الانتقال إلى استخدام السلاح
حذر الموسى من أن أخطر ما في المشهد هو الانتقال إلى استخدام السلاح في مواجهة قوى الأمن، معتبراً أن هذا السلوك يعكس فقدان الثقة بالنفس وبجدوى الحراك أكثر مما يعكس فائض قوة. وأشار إلى أن اللجوء إلى العنف جاء بعد فشل التظاهرات السابقة في تحقيق النتائج المرجوة، وانكشاف محدودية تأثيرها، بل وانقلاب المشهد عكس ما أراده المنظمون، مما يهدد بمزيد من التوتر والعنف.
مسؤولية تاريخية على عاتق وجهاء الساحل
بناءً على ذلك، أكد الموسى أن مسؤولية تاريخية تقع على عاتق العقلاء والوجهاء في الساحل السوري. وتتمثل هذه المسؤولية في إعلان موقف واضح يرفض استخدام طائفة كاملة كدرع سياسي، وقطع أي ارتباط بخطاب فلول النظام البائد، والإسهام في خفض منسوب التوتر ومنع الانزلاق إلى سيناريو دموي. وشدد على أن تعطيل منطق الاستفزاز اليوم، من خلال مواقف شجاعة وعقلانية، هو استثمار في استقرار المجتمع وحمايته من مسار خطير.
السياق الأمني الأوسع وربط التحركات بنشاط داعش
وحول توقيت هذه التحركات، رأى الموسى أنه لا يمكن فصلها عن السياق الأمني الأوسع، إذ تزامنت مع نشاط متزايد لتنظيم داعش أعقب إفراج قوات "قسد" عن بعض قياداته الأمنية. وأكد أن هذا التزامن ليس عابراً، بل يأتي ضمن محاولة لخلق حالة توتر أمني عام تُستثمر لتحريك بقايا الفلول في الساحل السوري، بما يساهم مرحلياً في صرف الأنظار عن ملف "قسد" نفسه الذي يقترب من استحقاق حاسم خلال أيام.
جوهر المشهد: توظيف الشارع كأداة صراع
وبناءً على ذلك، دعا معاون وزير الإعلام إلى عدم قراءة هذه التحركات من زاوية الشعارات المرفوعة أو المطالب المعلنة فقط، بل فهمها في إطار بعدها الأمني–السياسي، المرتبط بمحاولات افتعال أعمال شغب وعنف يتم تغليفها باحتجاجات مصطنعة. وخلص إلى أن جوهر المشهد يتمثل في تجاوز البعد المطلبي–الاجتماعي إلى توظيف الشارع كأداة في صراع أمني–سياسي أوسع، تحاول من خلاله أطراف معينة إعادة إنتاج نفوذ فلول النظام وإرباك الدولة عبر التصعيد والعنف المنظم.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة