سجن رومية: قنبلة موقوتة تهدد حياة المعتقلين السوريين وسط جمود سياسي


هذا الخبر بعنوان "خاص – واقع مرير يعيشه المعتقلون السوريون في سجن رومية بلبنان" نشر أولاً على موقع halabtodaytv وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يتحول سجن رومية اللبناني، وهو الأكبر في البلاد، إلى قنبلة موقوتة صحية وإنسانية جراء الاكتظاظ المروع وندرة الرعاية الصحية. يعاني الموقوفون السوريون داخل جدرانه من ظروف قاسية، بينما تسود حالة من الجمود المحادثات السياسية المعقدة بين بيروت ودمشق بشأن مصيرهم، دون تحقيق تقدم ملموس.
تتزايد المخاوف من تفشي الأوبئة داخل السجن، خاصة مع تسجيل وفيات متتالية وانتشار أعراض مرض السل. ففي شهر كانون الأول وحده، سُجلت ثلاث وفيات، اثنتان منها بسبب السل وواحدة نتيجة مرض جلدي. وقد بلغ إجمالي الوفيات بين النزلاء خلال عام 2025 أربعًا وأربعين حالة، معظمها ناجم عن سوء الرعاية الصحية وغياب العلاج الملائم، حسبما أكده أحد نزلاء السجن لـ "حلب اليوم".
وأشار المصدر إلى أن الدولة اللبنانية تتعامل مع الموقوفين "كإرهابيين"، على الرغم من أن اعتقالهم جاء بسبب مناصرتهم للثورة السورية. وطالب المصدر بحل يشمل أيضًا المعتقلين اللبنانيين الذين أُوقفوا للسبب ذاته. كما وجه دعوة إلى الدولة السورية لإنقاذ من تبقى من السوريين في سجن رومية، والذين اعتُقل أغلبهم منذ سقوط منطقتي القصير والقلمون الغربي.
وأوضح المصدر أن المقاتلين ضمن الفصائل الثورية دخلوا إلى لبنان كلاجئين مدنيين، لكن السلطات اللبنانية بدأت بملاحقتهم واعتقالهم تدريجيًا. يضم السجن حاليًا 200 معتقل سياسي سوري و180 معتقلًا سياسيًا لبنانيًا، بعضهم معتقل منذ عام 2014، وآخرون منذ عام 2017، وعدد قليل منذ عام 2024. من بين هؤلاء، صدرت أحكام بالمؤبد أو الإعدام بحق البعض، بينما حُكم على عدد قليل بالسجن لمدة 15 أو 10 سنوات. وأكد المصدر أيضًا أن بعض المعتقلين محتجزون دون محاكمة منذ عشر سنوات، وأن عشرات السجناء يعانون الآن من أمراض جلدية خطيرة، بالإضافة إلى 12 حالة مصابة بمرض السل ووضعها حرج.
تتفاقم خطورة الوضع مع نقل الموقوفين إلى المحاكم في سيارات مغلقة وبشكل جماعي، واختلاط الحراس بين المباني دون اتخاذ إجراءات وقائية كافية، مما يسرع من انتشار العدوى. يُقدر عدد السجناء في سجن رومية بنحو 4000 سجين، في حين أن طاقته الاستيعابية الأصلية لا تتجاوز 1200 سجين، مما يعني أن الاكتظاظ يفوق السعة المخطط لها بأكثر من ثلاثة أضعاف.
لا تقتصر المعاناة على الرعاية الصحية فحسب، إذ يشير فيديو حصلت عليه القناة إلى تدهور شامل في الظروف المعيشية داخل السجون اللبنانية. يشمل ذلك نقصًا حادًا في الغذاء وتدني جودته، حيث وصف بعض السجناء الطعام المقدم بأنه "غير صالح حتى للحيوانات"، بالإضافة إلى انتشار الصراصير وغياب أدنى مقومات النظافة. وتُقدر المنظمات الحقوقية أن نحو 80% من السجناء السوريين لم تُعرض قضاياهم بعد على القضاء، مما يعني أنهم في حالة احتجاز احترازي مطول. وغالبًا ما يُحاكم السوريون أمام المحاكم العسكرية اللبنانية بتهم تتعلق بالحرب السورية، مثل الانتماء لجماعات معارضة للنظام البائد أو التعبير عن الرأي.
منذ سقوط الأسد، أصبح ملف السجناء السوريين بندًا رئيسيًا في مفاوضات استعادة العلاقات بين البلدين، إلا أن الطريق نحو التوصل إلى اتفاق ما يزال مليئًا بالعقبات.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة