غزة محور الإنتاج الثقافي العالمي: مئات الكتب توثق الإبادة وتداعياتها في عام 2025


هذا الخبر بعنوان "المجزرة في القطاع محور إصدارات العام: هل هناك شِعر بعد غزة؟" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهد عام 2025، وفقاً لوصال الوردي، صدور مئات الكتب عن غزة بلغات متعددة، شملت شهادات ميدانية، دراسات تاريخية، تحليلات سياسية وإعلامية، وأعمالاً فنية وأدبية. تحوّلت المجزرة إلى محور للإنتاج الثقافي العالمي، وحضرت بقوة في المؤتمرات والجامعات ودور النشر، بوصفها حدثاً أعاد تشكيل النقاش حول الإبادة، الاستعمار، ودور الثقافة في توثيق الخراب. تراوحت هذه الإصدارات بين الشهادة المباشرة على اللحظة الراهنة، وقراءات تاريخية للاحتلال الإسرائيلي، وتحليلات للأثر الإنساني والبيئي والسياسي والإعلامي للحرب على العالم.
هكذا انتقلت غزة، بوصفها كارثة، إلى الكتب والمؤتمرات والبرامج الثقافية؛ وما كان لا يُحتمل النظر إليه صار، ببطء غير متكافئ، موضوعاً للدراسة والتنظير، وأعاد الباحثون والكتّاب والمؤرخون تنظيم انتباههم حول الإبادة وتاريخ فلسطين. في هذا السياق، اختتم «الكوليج دو فرانس» عامه الثقافي في 15 كانون الأول (ديسمبر) بمؤتمر ستتحول أوراقه إلى كتاب بعنوان «السياسة والشعر في أنقاض غزة» نظمه الأنثروبولوجي ديديه فاسان صاحب كتاب «هزيمة غريبة: عن القبول بسحق غزة» (2024). يكاد عنوان المؤتمر أن يلخّص روح ما بعد الكارثة: قراءات وشهادات شعرية جماعية للماضي والحاضر متجسدان في الأنقاض. فيما يلي عرض لبعض هذه الكتب، ومحاولة لرصد كيف تُرجمت غزة إلى ثقافة في عام 2025.
يُفتتح كتاب «مؤرخ في غزة» (Un historien à Gaza ـــ دار ليز آرين) للمؤرخ والأكاديمي جان بيار فيليو بقوله: «لا شيء أعادني لما رأيته في غزة، لا شيء على الإطلاق لا زياراتي منذ عام 1980، ولا دراساتي، ولا صداقاتي التي توطدت مع السنين. لا شيء، ولا حتى إبداعات فناني غزة الذين ألهموني». في كانون الأول (ديسمبر) 2024، تمكّن فيليو من السفر إلى قطاع غزة بفضل انضمامه إلى فريق إنساني تابع لمنظمة «أطباء بلا حدود»، وأقام هناك أكثر من شهر بقليل تحوّل خلاله إلى باحث يوثق حياة وموت وتجارب مستضعفي تلك البقعة الصغيرة، ويصوّر كفاحهم اليومي من أجل البقاء.
يكشف كتاب «العدسة المتواطِئة: التغطية الإعلامية الأميركية لإبادة إسرائيل في غزة» (The Complicit Lens: US Media Coverage of Israel’s Genocide in Gaza ـــ دار أور بوكس) للباحثة الأميركية روبن أندرسن بشكل مدقق ومحلّل كيف أن وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية كرّست سرديات إسرائيل حول غزة وقلّلت من فظائع الحرب، محوّلة المجازر إلى «وفيات مرتبطة بالتهافت على المساعدات» وأخطاء عرضية. يسلّط الكتاب الضوء على الرقابة التحريرية والتحيز في تغطية الإبادة. علماً أنّه قدم للكتاب المؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي.
يضمّ كتاب «حرب على غزة» (War on Gaza ـــ منشورات فانتاغرافيكس) لجو ساكي، أحد أشهر صحافيي القصة المصورة في العالم، رسومات ترصد الإبادة الجماعية في غزة، وردود فعل السياسيين حولها. حصل الكتاب على جائزة «آيزنر» لعام 2025 لأفضل إصدار فردي، ووُصف بأنّه إدانة ضرورية وحاسمة للأنظمة السياسية، والعدوان العسكري، والتواطؤ العالمي والشخصي.
يقدّم «العالم بعد غزة: تاريخ» (The World After Gaza: A History ـــ دار بنغوين) للروائي وعالم الاجتماع الهندي بانكاج ميشرا قراءةً جريئة وعميقة لما أطلق عليه «مذبحة الأبرياء» وأثرها في التاريخ العالمي، معيداً قراءة الجذور التاريخية للاحتلال الإسرائيلي. وصفت مجلة «التايم» و«الغارديان» الكتاب بأنه من أفضل ما نشر في عام 2025.
يدخل كتاب «غزة الكارثة: الإبادة الجماعية من منظور تاريخي عالمي» (Gaza Catastrophe: The Genocide in World‑Historical Perspective ــ منشورات جامعة كاليفورنيا) من تأليف الأكاديمي اللبناني جلبير الأشقر في قراءة تحليلية شاملة لأسباب وتطورات الإبادة الجماعية في غزة ضمن سياق تاريخي طويل، مستكشفاً تداعياتها الإقليمية والدولية ويقدم نقداً جذرياً للسياسات الغربية ودورها في النزاع. وصفته مراجعات بأنه عمل أساسي لفهم أعمق للصراع وسياساته في القرن الحادي والعشرين.
يناقش كتاب «أن تكون يهودياً بعد تدمير غزة: يوم حساب» (Being Jewish After the Destruction of Gaza: A Reckoning ـــ دار نوبف)، للصحافي والأكاديمي بيتر بينارت هوية اليهود بعد الحرب وكيف يجب إعادة سرد التاريخ والأخلاق في ضوء التنكيل الذي وقع على غزة ويطرح سؤالاً قوياً حول معنى العدالة والسلام في هذه اللحظة العنيفة من التاريخ.
يعدّ كتاب «ثلاثون ثانية من غزة: يوميات الإبادة» (30 Seconds from Gaza: Diary of Genocide ـــ دار أوليف برانش) للرسّام وفنان الكاريكاتور الفلسطيني محمد سباعنة، أرشيفاً فنياً وشهادة تكشف العنف والظلم تحت الاحتلال وتحتفي بصلابة الغزيين بعد عامين من القصف والتعذيب. يقدّم فابيو بوتشاريلي سرداً بصرياً قوياً عن الحياة تحت الاحتلال والمعاناة اليومية والمقاومة في لبنان والقطاع.
يضمّ كتاب «نازحون في غزة: قصص من الإبادة الجماعية» (Displaced in Gaza: Stories from the Gaza Genocide ـــ دار هاي ماركت) مجموعة شهادات فلسطينية قوية تروي تجارب التهجير والإبادة الجماعية في غزة مع دفق من الأمل والمقاومة، ويُعد توثيقاً لتأثيرات العنف على الطلاب والأمهات والآباء والأجداد والأطفال. كما يُبرز صمود الشعب الفلسطيني رغم المجاعة والدمار والتقتيل.
يجمع كتاب «غزة في تلفوني: غرافيك من الإبادة في غزة» (Gaza in My Phone: Graphic Art from the Genocide in Gaza ــــ دار أور بوكس) للفنان اللبناني مازن كرباج، رسومات سوداء بيضاء قوية مع عناوين وصيغ بصرية صارخة تنقل صدمة المشاهدة اللحظية لوقائع القتل والعنف في غزة.
يعرض الصحافي الفلسطيني محمد عمر المغير الذي نشأ في غزة، تجربة إنسانية فريدة تضيء على الفرح، والصلابة اليومية لسكان غزة قبل التدمير، مستكشفاً الروابط المجتمعية والاحتفالات والعادات. كتابه «عن متع العيش في غزة: تذكّر طريقة حياةٍ سويت بالأرض» (On the Pleasures of Living in Gaza: Remembering a Way of Life Now Destroyed ـــ دار أور بوكس) هو محاولة لتصحيح سردي لما لا تظهِره الأخبار عادةً من تفاصيل الحياة في غزة.
يشتمل كتاب «الحرب على غزة: الآثار على الاستدامة والأمن العالمي» (War on Gaza: Consequences on Sustainability and Global Security ـــ دار سبرينجر) من تحرير الأكاديمي والباحث عبدو حسون على مقالات ودراسات لأكثر من 60 كاتباً وخبيراً من 27 دولة لتحليل الآثار العميقة لحرب غزة على الأمن الغذائي والصحة والمياه والطاقة والبيئة. يُعدّ العمل مرجعاً أساسياً متعدد التخصصات يغطي أثر تحولات المجتمع والاقتصاد والبيئة في غزة على العالم ككل.
قدّم الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة لكتاب «غزة: قصة إبادة» (Gaza: The Story of a Genocide ـــ دار فيرسو). يضم الكتاب مجموعة عاجلة من الشهادات الشخصية عن الحرب والجوع واليتم والحداد بمساهمة عدد من الكتّاب معظمهم من غزة. ومن بين المشاركين نور اليعقوبي، وتانيا الحج حسن، ومريم البرغوثي، وشريف سرحان، وسوزان أبو الهوى. وُصف الكتاب بأنه عمل بارز في توثيق التأثير النفسي والجسدي والأجيالي للعنف والإبادة على الناجين أو أبناء غزة المنفيين الذين يراقبون الحرب عبر الشاشات.
يضمّ كتاب «الأراضي المحتلة: قصص من الضفة وغزة ولبنان» (Occupied Territories: Stories from the West Bank, Gaza, and Lebanon ـــ منشورات داريو تشيموريلي إيديتوري) صوراً لفابيو بوتشاريلي، المصوّر والصحافي الإيطالي المعروف بتوثيقه مناطق الحروب والنزاعات. جمع الكتاب 180 صفحة و100 صورة فوتوغرافية مع أربعة نصوص كتبها عن تجاربه على مدى أكثر من عقد بين غزة والضفة الغربية ولبنان، مقدماً سرداً بصرياً قوياً عن الحياة تحت الاحتلال والمعاناة اليومية والمقاومة. عُرضت صور الكتاب في معرض دولي وترشح العمل لجائزة «لوكي» لكتب الفوتوغرافيا لعام 2025.
ثقافة
ثقافة
ثقافة
سياسة