اعترافات صادمة تكشف أساليب تجنيد إسرائيل لعملائها في غزة ودور المقاومة في مكافحة التخابر


هذا الخبر بعنوان "أسرار تُكشف لأول مرة.. بهذه الطريقة تُسقط إسرائيل عملائها في غزة وهذا ما تقوم به المقاومة.. تصريحات كشفت أساليب التجنيد وما قاله أحد “العملاء” مفاجئة.. فخ جاهز ووعي مطلوب" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تُعد قضية "عملاء إسرائيل" من القضايا بالغة الحساسية والمصدر الرئيسي للقلق والإزعاج في المجتمع الفلسطيني عمومًا، وفي قطاع غزة خصوصًا. تعود هذه الحساسية إلى خطورتها وتأثيرها المدمر على النسيج الاجتماعي، فضلاً عن دورها في تحقيق أهداف إسرائيل الرامية إلى تسهيل عمليات الانتقام والقتل والتدمير. يتابع الفلسطينيون باهتمام بالغ وقلق أي تفاصيل جديدة تتعلق بهذا الملف "الحساس للغاية"، بينما تبذل المقاومة جهودًا حثيثة لإلقاء القبض على هؤلاء العملاء، وتفتح في الوقت ذاته باب التوبة لهم ضمن ظروف أمنية معقدة وخاصة، مراعيةً البعد الاجتماعي الكبير لهذه القضية.
في هذا السياق، كشفت منصة "الحارس"، التابعة لأمن المقاومة في غزة، عن جزء من الاعترافات التي سُمح بنشرها لمجموعة من "المتخابرين" مع الاحتلال الإسرائيلي. يأتي هذا الكشف ضمن مساعي المنصة المتواصلة لفضح أساليب التجنيد والتواصل التي يعتمدها الاحتلال لاستهداف الفلسطينيين. وأوضحت المنصة أن هذه الاعترافات تخص أفرادًا تم التعامل معهم أمنيًا، وتهدف إلى توعية المواطنين بمخاطر الوقوع في فخ العمالة، وتسليط الضوء على الآليات التي يستخدمها الاحتلال لاستدراج المتعاونين قبل التخلي عنهم لاحقًا.
فخ المخابرات: وعود زائفة وحماية وهمية
نقلت منصة "الحارس" عن أحد المتخابرين "العملاء"، الذي يُرمز له بالحروف "م ش"، اعترافه بأن ضابط الارتباط الإسرائيلي كان يؤكد له مرارًا استحالة اختراقه، وأن الأجهزة الإسرائيلية تحرص دائمًا على حماية المتعاونين معها. وأفاد "م ش" بأن الضابط صرح له نصًا بأنه "لا أحد يستطيع اختراقهم وإنهم يحافظون على من يعمل معهم". إلا أن "م ش" اكتشف زيف هذه الادعاءات لاحقًا، عندما وجد نفسه مكشوفًا ومتروكًا لمصيره المحتوم.
وأكدت منصة "الحارس" أن نشر هذه الاعترافات يقتصر على ما سُمح بالكشف عنه، وذلك بهدف فضح الأساليب النفسية والأمنية التي يعتمدها الاحتلال في استدراج المواطنين، والتحذير من التداعيات الخطيرة للتعاون معه.
وفي سياق متصل، أعلن مصدر أمني تابع للمقاومة في غزة عن اختتام حملة "فتح باب التوبة"، التي أُطلقت لعملاء "المرتزقة" المدعومين من الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد انتهاء المهلة المحددة لتسليم أنفسهم لأمن المقاومة.
وأوضح أمن المقاومة أن عددًا من العملاء بادروا بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية، وأن ملفاتهم تخضع للمعالجة حاليًا وفقًا للإجراءات القانونية المعتمدة. كما أشاد أمن المقاومة بمواقف العائلات والرموز الوطنية التي ساندت الأجهزة الأمنية، وساهمت بفعالية في حماية الجبهة الداخلية وتعزيز صمودها.
وأكد أمن المقاومة على استمرار سريان قرار ملاحقة وتفكيك شبكات "المرتزقة" المدعومين من الاحتلال، والتصدي لهم حتى القضاء على آخر عميل.
وحذر البيان بشدة ضعاف النفوس والجهلاء من مغبة أي تواصل مع عملاء "المرتزقة" أو مع الأدوات الإعلامية التي تدعمهم، والتي تتخذ من مسميات متعددة غطاءً لها لاختراق الوعي الوطني ومحاولة شرعنة مشاريع الخيانة والتعاون مع الاحتلال.
وفي سياق متصل، تبذل المخابرات الإسرائيلية جهودًا مكثفة لتجنيد العملاء ضمن صفوف الشعب الفلسطيني، وتعمل باستمرار على تطوير أساليب الإسقاط. إلا أن تنامي الوعي المجتمعي قد أدى إلى زيادة صعوبة مهام التجنيد، وفقًا لما يراه مراقبون.
اعترافات صادمة: تدريب إعلامي لعملاء الاحتلال
وفي تصريحات أخرى، كشف أحد العملاء الذين سلموا أنفسهم خلال حملة "فتح باب التوبة" عن تفاصيل مثيرة، حيث أشار إلى أن شخصية عربية تتحدث بلهجة خليجية قامت بعقد ورش تدريبية لعناصر "المرتزقة" في مجالي الصحافة والإعلام.
ووفقًا لاعترافات العميل التي نشرتها منصة "الحارس" الأمنية، فقد أُجريت هذه الورش تحت غطاء مؤسسة إعلامية تُدعى "جسور نيوز". تركزت الورش على تزويد العناصر بتوجيهات حول كيفية الظهور أمام وسائل الإعلام، وتقديم إرشادات لإبراز الجوانب الإنسانية والمدنية والاجتماعية. وأقر العميل بأن الهدف من هذه الورش كان تلميع صورة "المرتزقة" ومحاولة ترغيب المواطنين بالانتقال إلى ما يُعرف بـ"المنطقة الصفراء".
وفي سبتمبر الماضي، أعلن أمن المقاومة في غزة عن كشف وضبط أحد "المتخابرين" الذين جندتهم مخابرات الاحتلال للعمل في قناة معادية عبر تطبيق "تيليغرام". كان الهدف من هذه القناة التحريض ضد المقاومة واستدراج المواطنين للإفصاح عن معلومات حساسة تتعلق بتحركاتها.
ووفقًا لملف التحقيق، تم استقطاب المتخابر المدعو "حازم" بعد أن بحث عبر الإنترنت عن وظيفة في مجال الإعلام. استغل ضابط في مخابرات العدو هذا الأمر، وتواصل معه عبر "تيليغرام" ليعرض عليه العمل في قناة تُسمى "المنخل" مقابل راتب شهري. وبعد تردد دام عدة أيام، وافق "حازم" على العرض تحت وطأة الإغراءات المالية.
وكشف ضابط في أمن المقاومة أن "حازم" كان قد تلقى تدريبًا إعلاميًا في إحدى الدول الخليجية قبل إغلاق معبر رفح، حيث تركز التدريب على استخدام أدوات تقنية لجمع المعلومات، وأساليب استقطاب الجمهور، والتواصل عبر قنوات مشفرة.
وأكد أحد قادة أمن المقاومة أن مثل هذه العروض تمثل "بوابة الخيانة"، داعيًا إلى توخي الحذر من منصات الإعلام غير الوطنية التي تُدار بأجندات معادية. وحذر من التفاعل معها أو تزويدها بأي معلومات، معتبرًا إياها جزءًا لا يتجزأ من الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال.
وشدد على أن المقاومة لن تتهاون مع كل من تسول له نفسه أن يكون خنجرًا في ظهرها وظهر الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن العقاب سيكون صارمًا ورادعًا بحق كل من يثبت تورطه في التعاون مع الاحتلال.
وحذرت المقاومة كافة المواطنين من الانخراط في أي نشاط مشبوه يخدم الاحتلال بأي شكل من الأشكال، مؤكدة أن العدو لا يوفر الحماية لعملائه، بل يستخدمهم كوقود لمشاريعه ثم يتخلى عنهم.
واختتمت المقاومة الفلسطينية بيانها بالتأكيد على أن يدها ستطال كل من تلطخت يداه بخيانة الوطن، وأنه لا مكان للخونة بين أبناء الشعب الفلسطيني، ولن تتهاون مع من باعوا ضمائرهم مقابل الفتات.
وفي ذات السياق، حذر أمن المقاومة من تصاعد نشاط العصابات العميلة و"المستعربين" في قطاع غزة. وأفاد بأن معطيات أمنية مؤكدة رصدت قيام هذه العصابات باختطاف "مجاهدين"، وذلك ضمن ما وصفه بمخطط العدو الرامي إلى كسر حالة الثبات الميداني والنيل من كوادر المقاومة.
وأمام هذه التطورات المتلاحقة، يبقى التساؤل قائمًا: متى ستنتهي هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن القضاء عليها؟
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة