أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، أن حكومته لن تجبر أي لاجئ سوري على العودة إلى بلاده، مشددًا على أن القرار يعود لهم وحدهم.
وفي كلمة له خلال فعالية حول الهجرة في إسطنبول، أشار أردوغان إلى أن تركيا استضافت ملايين اللاجئين السوريين على مدار 13 عامًا. وأوضح أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري عادوا طوعًا من تركيا إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد، بينما بلغ إجمالي عدد العائدين "طواعية" 931 ألفًا و450 شخصًا. ولفت إلى أن دولًا مجاورة أخرى، كالأردن ولبنان، واجهت وضعًا مماثلًا.
أضاف أردوغان أن تركيا تستضيف أكثر من أربعة ملايين مهاجر من مختلف الجنسيات، وتعهد بمحاسبة أي شخص يمارس التمييز أو العنصرية ضدهم. وأشار إلى استمرار التعاون مع الإدارة السورية الجديدة لتحقيق الاستقرار الكامل، مؤكدًا أن سوريا تسير نحو التعافي رغم الصعوبات.
انتقد الرئيس التركي مواقف القوى الغربية، معتبرًا أنها "تجبر المهاجرين على الهجرة ثم تتخلى عنهم عند تقاسم الأعباء"، مما يزيد من التحديات التي تواجه الدول المستضيفة.
كما ذكر أنه خلال العامين الماضيين، مُنع 270 ألف مهاجر غير نظامي من دخول تركيا، ورُحِّل 263 ألف شخص كانوا موجودين بشكل غير قانوني. ونفذت السلطات 14 ألفًا و400 عملية ضد مهربي المهاجرين، وصادرت 9867 مركبة، واعتقلت 23 ألفًا و780 شخصًا.
وفي سياق متصل، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 437 ألفًا و226 سوريًا عبروا إلى سوريا من الدول المجاورة بين 8 كانون الأول 2024 و17 نيسان الحالي. وأوضحت أن 175 ألفًا و512 سوريًا (حوالي 33 ألف عائلة) عادوا طواعية من تركيا إلى سوريا حتى 13 نيسان، وهو الرقم الذي أعلنه وزير الداخلية التركي في 16 من الشهر نفسه. كما وثقت المفوضية عودة نحو مليون سوري نازح داخليًا إلى ديارهم منذ سقوط نظام الأسد وحتى 10 نيسان.
وكان الرئيس أردوغان قد حذر في 11 نيسان جهات لم يسمها من محاولة إثارة الاضطرابات في سوريا، مؤكدًا أن الشعب السوري سئم من المعاناة والقمع والحرب. وشدد على أهمية استغلال الفرصة المتاحة بعد سقوط نظام الأسد لتحقيق الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة.
