الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 07:28 PM

ألمانيا تعتقل أحد أبرز "شبيحة" حلب: تفاصيل تورطه في جرائم ضد الإنسانية

ألمانيا تعتقل أحد أبرز "شبيحة" حلب: تفاصيل تورطه في جرائم ضد الإنسانية

ألقت السلطات الألمانية في برلين القبض على أحد أبرز "شبيحة" النظام البائد، المدعو "أنور. س"، وذلك بعد استكمال التحقيقات التي وجهت إليه تهمًا خطيرة، من بينها المشاركة في جرائم ضد الإنسانية، والتعذيب، والإخفاء القسري.

كان "أنور. س" من العملاء المعروفين للنظام في مدينة حلب، وقد تعرف عليه عدد من النشطاء والسوريين المقيمين في ألمانيا، مما دفعهم إلى تقديم شكوى ضده قبل عدة سنوات، وهو ما أفضى إلى اعتقاله وتوقيفه يوم أمس الأحد، تمهيدًا لإحالته إلى القضاء.

أفاد محمد عيد، المعروف بمراد السكري، وهو ناشط ثوري من مدينة حلب عارض النظام البائد، بأن الموقوف كان متورطًا في علاقات مالية مع حزب الله أثناء إقامته في ألمانيا، حيث عمل على إرسال تحويلات مالية إلى الشبيحة في سوريا، مما جعله من أصحاب رؤوس الأموال هناك، وامتلك مطاعم ومقاهي، مرجحًا أن تقوم السلطات بالحجز على أمواله.

من جانبه، ذكر الناشط السوري جهاد مسوتي، الملقب بـ "جهاد صقور"، أنه أدلى بمعلومات للسلطات في ألمانيا، التي عملت على جمع الأدلة من المحامين والنشطاء السوريين هناك، وقامت بمطابقة الصور والمعلومات للتأكد من صحة الادعاء قبل أن تقرر توقيفه.

كان جهاد ومراد، المقيمان أيضًا في ألمانيا، من بين المساهمين في توقيفه، حيث تعرفا على "أنور .س" في برلين، وأخبرا المحامي السوري أنور البني، الذي عمل على تحريك القضية ضده ورفع دعوى سريةً عليه مع مجموعة من الحقوقيين، منذ نحو خمس سنوات، ما دفع السلطات إلى التحقيق في نشاطاته ومراقبته سرًّا للتحقق من تورطه.

وذكر أحد السوريين في ألمانيا، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الشرطة استدعته للإدلاء بشهادته عن أنور، حيث عرضت عليه صورًا مرسومة له، لكنه لم يتعرف عليها بدقة في بداية الأمر لأنها غير واضحة الملامح، ولكن بعد ظهوره في فيديو له أعيد تداوله مؤخرًا وهو يشارك في قمع المظاهرات، تعرّف عليه وأدلى بشهادته ضده، موضحًا لشرطة مكافحة الجرائم الدولية كافة التفاصيل التي يعرفها عنه، حول نشاطاته والأماكن التي كان يتردد عليها، والانتهاكات التي تورط فيها، مؤكدًا أنهم كانوا متفهمين ومتعاونين جدًا، كما سألوه عما إذا كان قد تعرّض لأذى نفسي بسبب المتهم.

ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن السلطات ألقت القبض عليه في حي نويكولن ببرلين، صباح اليوم الثلاثاء، بعد تحقيقات أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث اتهمت الرجل البالغ من العمر 40 عامًا، بأنه اعتدى بالضرب على متظاهرين في سوريا عام 2011، ما أدى إلى مقتل رجل، وبأنه قاد ميليشيا تابعة للنظام البائد.

وقالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي في كارلسروه، لصحيفة تاغيشبيغل، إن الاعتقال جرى بعملية مشتركة نفذها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي بدعم من شرطة برلين.

أكد الناشطان جهاد ومراد أن "أنور. س"، الذي كان يملك محل صرافة خلف الجامع الكبير بحلب، هو من أوائل الشبيحة في المدينة، وقاد مجموعة في جامع آمنه، وقد تقدّم النشطاء في ألمانيا للسلطات بصورتين موثقين له وهو يحمل عصاة أمام باب المسجد يهدد بها السوريين ليخوّفهم من التظاهر، كما كان سببا بوفاة "محمد الأكتع" أول شهيد في مدينة حلب، والذي توفي بسبب ضربه بعصي الكهرباء في مدخل إحدى البنايات.

وأضاف مراد أن الموقوف كان أيضا سببا في اعتقاله بسوريا وتوقيفه لدى الأمن العسكري بحي صلاح الدين، حيث حاصره "أنور .س" بشكل مفاجئ مع مجموعة من الشبيحة كانوا يستقلون سيارة، وتم اعتقاله واقتياده لفرع الأمن، وشارك المذكور في ضربه وهو بالسيارة على الطريق.

وقال أنور البني، في منشور على صفحته بموقع فيس بوك، إن المتهم شارك بضرب المتظاهرين السلميين واعتقالهم وتسليمهم لأجهزة الأمن، كما ظهر في أحد الفيديوهات وهو يضرب المحتجين داخل جامع آمنة في حلب، وقد تعرف عليه العديد من الضحايا الذين ضربهم واعتقلهم وسلّمهم لأجهزة الأمن مع معرفته الأكيدة بما سوف يتعرضون له من تعذيب وإخفاء قسري وقتل.

وأشار إلى أنه غادر سوريا مهاجرًا إلى ألمانيا حيث قام هناك بأعمال تجارية منها تسهيل تمويل جرائم النظام البائد عبر نظام الحوالة من برلين، لافتا إلى كونها "أول قضية لا تتعلق بعناصر من النظام بل من الشبيحة المؤيدين الذين ساعدوه على ارتكاب جرائمه وشاركوا فيها".

وأكد مشاركة عدة منظمات في توقيف الجهود القانونية ضد المذكور، هي منظمة Syrian Archive و"الأرشيف السوري"، و"لا سلام دون عدالة"، و"لا للإفلات من العقاب"، و"لا ملاذ آمن للمجرمين".

مشاركة المقال: