شنت السلطات الألمانية صباح الأربعاء حملة مداهمات موسعة استهدفت ما يُعرف بـ "العقارات الخردة" في عدة مدن بولاية شمال الراين – وستفاليا، من بينها دورتموند، دويسبورغ، غلزنكيرشن، هاغن، فلبيرت، فوبرتال وكرفلد. شارك في الحملة أكثر من 200 عنصر من الشرطة والجمارك وهيئات أخرى.
جرى تفتيش أكثر من 150 وحدة سكنية في إطار التحقيقات المتعلقة بالاحتيال الاجتماعي واستغلال المهاجرين، خصوصاً من دول جنوب شرق أوروبا. وقد وُجدت هذه العقارات في حالة مزرية؛ حيث كانت تعج بأكوام النفايات، والمصاعد المعطلة، والأسلاك الكهربائية المكشوفة، والأبواب والنوافذ المفقودة، وحتى الشرفات بلا حواجز آمنة. ومع ذلك، كانت تُؤجر لمهاجرين بهدف تمكينهم من تسجيل عناوين رسمية والحصول على إعانات اجتماعية.
في أحد أقبية مدينة هاغن، عثرت الشرطة على شقة غير شرعية بداخلها دراجات كهربائية مسروقة يجري تفكيكها لبيع بطارياتها. كما تم التحقق مما إذا كان الأطفال المسجلون على عناوين تلك الشقق يعيشون فعلاً فيها، أم أن تسجيلهم صوري فقط للحصول على مخصصات الأسرة.
وزيرة البناء في الولاية، إينا شارنباخ، التي تواجدت في إحدى المداهمات، شددت على أن "من يستغل الناس بدافع الجشع ويؤجر لهم هذه العقارات الرديئة، عليه أن يتحمل العواقب. السكن حق إنساني، وليس مجالاً للمتاجرة الإجرامية."
أوضحت السلطات أن أكثر من 1000 شخص في هاغن وحدها استفادوا بشكل غير قانوني من المساعدات خلال السنوات الماضية، حيث أُجبر نحو 7000 شخص على إلغاء تسجيلهم بعد حملات تفتيش مماثلة.
من جانبه، قال عمدة هاغن إريك شولتس إن الهدف هو "ممارسة ضغط ميداني مباشر"، مؤكداً أن المدينة شهدت أكثر من 140 عملية مشابهة في السنوات الأخيرة. أما المرشح لمنصب العمدة عن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، دِنس راينباين، فحذّر من أن مناطق بأكملها في هاغن باتت تُوصف بأنها "مناطق خوف"، في إشارة إلى ازدياد الجريمة في محيط محطة القطار، حيث أطلق البعض على المنطقة اسم "بوخارست الصغيرة" بسبب كثافة وجود مهاجرين من رومانيا وبلغاريا فيها.