يمثل ملف إبراهيم جميل عساف قصة جيل كامل اختُطف من الشوارع وغاب قسراً. إبراهيم، من مواليد حلب في 1 تشرين الأول/أكتوبر 1985، ومسجل في قيد قارلق 118، فُقد في آب/أغسطس 2012 بالقرب من حاجز دوار الليرمون، وهي منطقة كانت بمثابة ثقب أسود يبتلع المارة دون أثر في حلب.
بعد اختفائه، تلقت عائلته معلومات متضاربة، أولها العثور على شخص يحمل الاسم نفسه في أحد الفروع الأمنية. ثم ظهرت معلومة أكثر خطورة تفيد بوجوده في مجمع كفرسوسة، الفرع 293، مع تسجيل دخوله بتاريخ 22 شباط/فبراير 2013. هذا التاريخ وحده كافٍ لإعادة فتح ملفات تلك الفترة، حيث كان الاعتقال يُدار كملف ثانوي لا يتطلب تبريراً.
تكشف بيانات أمنية حصلت عليها العائلة أن إبراهيم كان مسجلاً في سجلات "الأمن السياسي" في حلب، وأُعدت دراسة أمنية عنه في نيسان/أبريل 2012. ومع ذلك، لا يوجد ما يشير إلى خضوعه لأي تحقيق طوال عام كامل، مما يعزز فرضية الاحتجاز التعسفي الذي تحول إلى اختفاء دائم، كما حدث لآلاف الحالات الأخرى التي انهارت تحت وطأة الفروع والسجون.
ملف إبراهيم ليس حالة فريدة، بل هو واحد من قضايا الاختفاء القسري التي خلفها النظام، لتبقى العائلات في سباق لا طائل منه بين الوثائق المبعثرة والفروع التي لم تتعلم بعد كيف تتعامل مع حياة البشر كأكثر من مجرد أرقام في سجلات.
زمان الوصل