الإثنين, 10 نوفمبر 2025 12:38 AM

إسرائيل تتسلم رفات هدار غولدن عبر الصليب الأحمر وسط حديث عن صفقة تبادل مع حماس

إسرائيل تتسلم رفات هدار غولدن عبر الصليب الأحمر وسط حديث عن صفقة تبادل مع حماس

أعلنت إسرائيل يوم الأحد أنها تسلمت، عبر الصليب الأحمر، رفاتًا تقول حركة حماس إنها تعود للضابط هدار غولدن، الذي قُتل في قطاع غزة عام 2014.

أفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأن “إسرائيل تسلمت، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نعش رهينة قُتل وتم تسليمه إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك داخل قطاع غزة”.

من المتوقع أن يقوم خبراء الطب الشرعي الإسرائيليون بتحديد هوية الرفات، قبل إبلاغ عائلة الضابط رسميًا بالنتيجة.

في وقت سابق، أعلنت كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، عن نيتها تسليم جثة الإسرائيلي “هدار غولدين” الذي أُسر من مدينة رفح جنوبي غزة خلال حرب 2014.

يأتي ذلك في إطار صفقة تبادل الأسرى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت “القسام” في بيان: “في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، سنقوم بتسليم جثة الضابط هدار جولدن، التي تم العثور عليها ظهر أمس (السبت) في مسار أحد الأنفاق بمخيم “يبنا” في مدينة رفح جنوبي القطاع”. وأشارت إلى أن تسليم الجثة لوفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيتم الساعة 2:00 ظهرًا بتوقيت غزة (ت.غ+2).

وادعى إعلام عبري، الأحد، أن الوسطاء وحركة “حماس” يرغبون في تسليم رفات ضابط إسرائيلي مقابل إطلاق تل أبيب سراح 200 مقاتل فلسطيني عالقين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ونسبت قناة “الجزيرة” الفضائية، السبت، لمصدر قيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لـ”حماس” أن الحركة انتشلت بصحبة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدين من نفق غربي مدينة رفح.

ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية، الأحد، عن مصدر سياسي إسرائيلي دون تسميته: “إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى تأخير عودة رفات هدار غولدين، الذي تقول حماس إنها عثرت عليها، وتطالب إسرائيل بإعادتها فورا”.

وتقول إسرائيل إن غولدين قُتل في معركة برفح، خلال عملية “الجرف الصامد” (العدوان على غزة يوليو- أغسطس 2014)، وتحتجز “حماس” جثته. وأضافت الهيئة أن “التقدير الإسرائيلي هو أن حماس تريد إجراء مفاوضات منفصلة لإعادة (رفات) الملازم غولدين، وربط ذلك بالإفراج عن المسلحين المحاصرين في شبكة الأنفاق” برفح.

ونقلت عن مصدر إسرائيلي آخر قوله: “لا مفاوضات حاليا.. هناك اتفاق، وعلى حماس الالتزام به”.

ويوميا، تخرق إسرائيل هذا الاتفاق عبر قصف قتل وجرح مئات الفلسطينيين في غزة، فضلا عن عدم الالتزام بالمتفق عليه بشأن إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

وقال مصدر أمني إسرائيلي للهيئة إنه “بعد إعلان حماس أمس (السبت) العثور على جثمان غولدين، تأمل المؤسسة الأمنية أن تتضح الصورة اليوم”. وتابع أن الجيش الإسرائيلي “سمح لعناصر من الصليب الأحمر وآخرين من حماس بدخول منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية للبحث عن القتلى (الإسرائيليين) الخمسة لدى الفصائل الفلسطينية”.

ومنذ بدء الاتفاق، سلمت “حماس” الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء، ورفات 25 آخرين من أصل 28، معظمهم إسرائيليين. بينما تدعي إسرائيل أن أحد الجثامين التي تسلّمتها ليست لأي من أسراها، وأن رفات أخرى ليست جديدة بل بقايا لأسير سبق أن انتشلت رفاته، وتقول إنها تنتظر تسلم 5 جثامين متبقية.

بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الأحد: “يسود غضب في إسرائيل إزاء ما يعتبرونه انتهاكا خطيرا للاتفاق”. وأرجعت ذلك إلى ما قالت إنه “امتناع حماس عن تسليم رفات الملازم غولدين الليلة الماضية، رغم إعلانها العثور عليها في نفق برفح”.

وأضافت: “في الأسابيع الأخيرة حاولت حماس دفع عملية إطلاق سراح نحو 200 مسلح (مقاتل فلسطيني) محتجزين على ما يبدو في أنفاق برفح، وقد باءت محاولاتها هي والوسطاء حتى الآن بالفشل”.

“في البداية قال رئيس الأركان (الإسرائيلي) اللواء إيال زامير إنه سيوافق على إطلاق سراحهم فقط مقابل جثة غولدين”، وفقا للصحيفة. لكن في اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، الخميس الماضي، قال زامير بأنه لن تكون هناك “أي صفقة” مع هؤلاء المسلحين. وتابع: “إما يُقضى عليهم أو يستسلمون ويُحالون للتحقيق في قاعدة سدي تيمان” جنوب إسرائيل.

و”سدي تيمان” هو معسكر اعتقال تابع للجيش وسيئ الصيت، حيث شهد تعذيب وقتل أسرى من غزة، بحسب وسائل إعلام ومنظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية.

وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد حماس أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للدمار الهائل بغزة.

في المقابل، يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض حرب الإبادة الإسرائيلية، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار حرب إبادة إسرائيلية بدأت في 8 أكتوبر 2023 وخلّفت 69 ألفا و169 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و685 جريحا، معظمهم أطفال ونساء.

مشاركة المقال: