الثلاثاء, 15 يوليو 2025 02:23 AM

إيران تلوح بالتخصيب السري وتضع شروطاً جديدة للمفاوضات النووية

إيران تلوح بالتخصيب السري وتضع شروطاً جديدة للمفاوضات النووية

على الرغم من "الأضرار الجادّة" التي أقرت بها السلطات الإيرانية، والتي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة الهجمات الإسرائيلية والأميركية، يبدو أن موقف طهران لم يتغير. لا يزال المسؤولون الإيرانيون يؤكدون على حق بلادهم في تخصيب اليورانيوم، ويرفضون أي اتفاق يتجاهل هذا الحق.

استدعى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، السفراء والدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى طهران، وأعلن أمامهم موقف الجمهورية الإسلامية بعد حرب الأيام الـ 12، خاصة فيما يتعلق بملف المحادثات مع الولايات المتحدة، واصفاً الهجوم على إيران قبل أيام من انطلاق الجولة السادسة من المفاوضات بأنه "خيانة" للدبلوماسية. وأضاف أن شرط المفاوضات الجديدة بين طهران وواشنطن هو ضمان عدم مهاجمة إيران، مشيراً إلى أن أميركا أرسلت رسائل بشأن استئناف المحادثات النووية، لكن بلاده "ليست في عجلة من أمرها لخوض مفاوضات غير مدروسة".

وأوضح عراقجي أن المفاوضات، إذا جرت، ستقتصر على البرنامج النووي الإيراني والتأكد من طبيعته السلمية مقابل رفع العقوبات، وأن أي موضوع آخر مثل القدرات العسكرية والدفاعية لن يكون مدرجاً على جدول الأعمال. وشدد على أنه "لن يكون لدينا أي اتفاق لا يتضمن التخصيب"، على الرغم من مطالبة أميركا وأوروبا وإسرائيل بتفكيك برنامج التخصيب في إيران، باعتبار أن استخداماته المزدوجة تشكل فرصة لتحرك إيران نحو تصنيع سلاح نووي، وهو ما رفضه عراقجي.

في اتفاق عام 2015، نجحت إيران في إقناع مجموعة "5+1" بقبول اتفاق يتضمن حقها في التخصيب على أراضيها، وإن بنسبة محدودة. لكن إصرارها الحالي على مسألة التخصيب، خاصة بعد الحرب الأخيرة، يحمل معنى مختلفاً، حيث أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية ألحقت أضراراً بالمنشآت الخاصة بتخصيب اليورانيوم، وخاصة منشأتي "فوردو" و "نطنز".

ويعني موقف إيران أنها إما تريد إحياء المنشآت المستهدفة، أو التخصيب بصورة سرية، وهو ما يمثل خطاً أحمر بالنسبة إلى أميركا وإسرائيل. وأشار عراقجي إلى أن "البرنامج النووي الإيراني لن يُباد عن طريق القصف والهجوم العسكري... لا خيار سوى العودة إلى الدبلوماسية واعتماد مقاربة نابعة من المحادثات والاتفاق".

ويبدو أن الغموض لا يزال يكتنف وضع مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي تزيد كميته على 400 كيلوغرام. وبينما أكدت واشنطن أنها دمرت هذا المخزون أثناء هجماتها التي استهدفت منشآت "نطنز" و"أصفهان" و"فوردو"، قال مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن إيران لم تتمكن من نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى موقع آخر قبل الهجوم الأميركي، لكن قد يكون في مقدورها الوصول إلى بعض منه. وتدعي طهران أنها أخرجت المخزون قبل الهجمات على منشآتها، وأحالت الإعلان عن حجم الخسائر إلى "مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية" التي سترفع تقريرها النهائي إلى الحكومة.

وفي سياق الملف النووي أيضاً، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طلب من إيران القبول باتفاق نووي مع الأميركيين ينطوي على صفر تخصيب، وأبلغ الحكومة الإسرائيلية بهذا الموقف الجديد، الذي كرره أيضاً خلال حديثه إلى الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون. لكن الخارجية الروسية رفضت مضمون التقرير، واصفةً ما ورد فيه بأنه "عمل قذر".

ولم يعقب البيت الأبيض على تلك التقارير بصورة رسمية، فيما لم تبد السلطات الرسمية الإيرانية أي رد فعل تجاهها. لكن وكالة "تسنيم" القريبة من "الحرس الثوري" نفت صحة ما ورد في "أكسيوس".

وكان الكرملين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أشارا في اجتماع "بريكس" إلى أن موسكو، في حال حصول اتفاق نووي بين طهران وواشنطن، "قادرة على إخراج اليورانيوم العالي التخصيب من إيران، ومن ثم تزويد إيران باليورانيوم المخصب عند نسبة 3.67% لتوليد الكهرباء النووية، وكميات ضئيلة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% اللازمة لمفاعل طهران للبحوث وإنتاج النظائر النووية"، وهو ما يشبه الدور الذي اضطلعت به روسيا في تنفيذ الاتفاق النووي لعام 2015.

وفي الوقت الذي تتباعد فيه مطالب إيران وأميركا في المفاوضات، يبدو أن موسكو تفكر في زيادة ثقلها السياسي من خلال لعب دور في هذا الملف وإيصال الطرفين إلى مرحلة الاتفاق.

وكشفت وكالة "فارس" الإيرانية تفاصيل حول محاولة إسرائيل اغتيال عدد من المسؤولين الإيرانيين الكبار، من بينهم رؤساء السلطات الثلاث، بعد أيام على بدء العدوان على البلاد، بنفس سيناريو اغتيال السيد حسن نصرالله.

وذكرت الوكالة أن جلسة المجلس الأعلى للأمن القومي عُقدت قبل ظهر الإثنين في الـ 16 من حزيران، أي بعد 3 أيام على بدء العدوان، في الطبقات السفلية لأحد المباني غرب العاصمة طهران. وتم تصميم نموذج الهجوم الإسرائيلي بطريقة مشابهة للهجوم الذي أدى إلى استشهاد السيد نصرالله في لبنان.

وأوضحت "فارس" أن الاحتلال استهدف المداخل والمخارج في المبنى الذي كان الرؤساء والمسؤولون الإيرانيون موجودين فيه، عبر إطلاق 6 صواريخ أو قذائف، بهدف إغلاق طرق الهروب وقطع تدفق الهواء. وبعد الانفجارات التي سببها الهجوم، انقطعت الكهرباء عن الطابق، إلا أن المسؤولين تمكنوا من الخروج من المبنى عبر منفذ طوارئ كان أُعد مسبقاً.

وتعرض بعض المسؤولين، ومن بينهم الرئيس مسعود بزشكيان، لإصابات طفيفة في القدم أثناء الخروج. ونظراً إلى دقة المعلومات التي امتلكتها إسرائيل في تنفيذ الهجوم، يتم حالياً التحقيق في احتمال وجود عنصر مخترق أو متعاون من الداخل، وفقاً لما ذكرته "فارس".

مشاركة المقال: