الإثنين, 13 أكتوبر 2025 07:42 PM

اتفاق تاريخي: تبادل الأسرى يبدأ في غزة ووقف إطلاق النار يلوح في الأفق

اتفاق تاريخي: تبادل الأسرى يبدأ في غزة ووقف إطلاق النار يلوح في الأفق

بدأت صباح اليوم الإثنين، الموافق 13 من تشرين الأول، عملية تبادل الأسرى، وهي المرحلة الأولى المتفق عليها ضمن الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب بين حركة “حماس” وإسرائيل في غزة. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن حركة “حماس” أطلقت سراح الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، والبالغ عددهم 20 أسيرًا، ومن المتوقع تسليم جثث القتلى الإسرائيليين بعد الظهر. ويشرف مسؤول استخباراتي مصري من غزة على عملية التبادل بين إسرائيل وحركة “حماس”، وفقًا لهيئة البث.

وأوضحت “القناة 12 العبرية” أن العدد الإجمالي للأسرى الإسرائيليين يبلغ 48 أسيرًا، منهم 20 على قيد الحياة و28 متوفين. وصرحت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء، شوش بيدروسيان، يوم الأحد 12 من تشرين الأول، بأن إسرائيل ستبدأ في الإفراج عن حوالي 2000 معتقل أمني فلسطيني، بينهم 250 محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، وذلك بعد التأكد من استلام جميع الأسرى المتوقع إطلاق سراحهم.

وأعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، في بيان لها، التزامها بالاتفاق والجداول الزمنية المحددة، شريطة التزام إسرائيل بالمثل. وذكر بيان “القسام” أن هذا الاتفاق هو “ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاوميه”، مؤكدة حرصها الدائم على وقف الحرب وسعيها لتحقيق ذلك منذ الأشهر الأولى، إلا أن إسرائيل أفشلت جميع الجهود لتحقيق مصالحها الضيقة، وفقًا للبيان.

وأضافت “القسام” أن إسرائيل فشلت في استعادة أسراها بالضغط العسكري، على الرغم من تفوقها الاستخباراتي وقوتها العسكرية، وأنها تخضع الآن وتستعيد أسراها من خلال صفقة تبادل، كما وعدت المقاومة منذ البداية. وأشار البيان إلى أن إسرائيل كان بإمكانها استعادة معظم أسراها أحياء منذ أشهر، لكنها فضلت المماطلة وتعريضهم للخطر، مما أدى إلى مقتل العشرات منهم نتيجة سياسة الضغط العسكري الفاشلة.

أوسمة لترامب

وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم إلى إسرائيل في زيارة رسمية، حيث ألقى كلمة أمام الكنيست قبل أن يتوجه إلى مدينة شرم الشيخ المصرية للمشاركة في القمة الدولية لبحث سبل إنهاء حرب غزة وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار رسميًا. وفي القاهرة، أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر منح ترامب قلادة النيل، أرفع وسام مصري، تقديرًا لـ”إسهاماته البارزة في دعم جهود السلام ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره في وقف الحرب في غزة”.

وفي إسرائيل، أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أنه سيمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “وسام الرئيس”، وهو أعلى وسام مدني في إسرائيل، تقديرًا لجهوده في استعادة المختطفين ودعمه الثابت لإسرائيل. وأوضح البيان أن الوسام سيمنح خلال الأشهر المقبلة، عرفانًا بدوره في التوصل إلى اتفاق تاريخي للإفراج عن المختطفين وإنهاء الحرب، ولدعمه المستمر لأمن إسرائيل وسلام المنطقة. وأكد هرتسوغ أن إرث الرئيس ترامب سيخلد في ذاكرة إسرائيل والشعب اليهودي، تقديرًا لشجاعته وقيادته والتزامه بالسلام. وتعتبر هذه الزيارة الأولى لدونالد ترامب منذ توليه منصبه فى 2025، حيث كانت آخر زيارة له لإسرائيل خلال فترة رئاسته الأولى عام 2017. ويترقب العالم القمة التي ستجمع قادة عدة دول في شرم الشيخ لتثبيت اتفاق السلام المنتظر في غزة.

وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن

أعلنت إسرائيل وحركة “حماس” عن اتفاقهما على وقف إطلاق النار المرتقب وصفقة لتبادل الرهائن والمعتقلين، وهي المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 67000 شخص وأحدثت تغييرات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. وبعد مرور يوم واحد على الذكرى السنوية الثانية للهجوم الذي قادته “حماس” عبر السياج الحدودي، والذي أعقبه اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، أسفرت المحادثات غير المباشرة الجارية في مصر عن اتفاق الطرفين على المرحلة الأولى من خطة ترامب المكونة من 20 بندًا لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني. ومن شأن الاتفاق، إذا تم تنفيذه بالكامل، أن يقرب الطرفين أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب التي تحولت إلى صراع إقليمي اجتذب دولًا مثل إيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وأعاد رسم ملامح الشرق الأوسط.

خسائر حرب غزة

قتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في غزة، ثلثهم دون سن الثامنة عشرة، منذ 7 من تشرين الأول 2023، ولم تميز الإحصائيات بين المدنيين والعسكريين، وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة. أما في إسرائيل، فقد قتل ما لا يقل عن 1665 إسرائيليًا وأجنبيًا بين 7 من تشرين الأول 2023 و29 من أيلول 2025، من بينهم 1200 في هجوم السابع من أوكتوبر، وذلك بحسب بيانات رسمية نقلتها وكالة “رويترز”. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 466 من جنوده وإصابة 2951 آخرين منذ بدء العملية البرية في غزة في تشرين الأول 2023.

وتعرضت البنية التحتية في غزة لدمار واسع شل النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات، وأدى إلى توقف شبه كامل للحياة الاقتصادية. وتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة طالت قطاعات رئيسية كالزراعة والبناء والسياحة. وتشير تقديرات وكالة “بلومبرغ” إلى أن حجم الاقتصاد الإسرائيلي البالغ 580 مليار دولار، أصغر بنسبة 7% عما كان سيصبح عليه لولا اندلاع الحرب. وتؤكد تقارير دولية تفشي المجاعة في مدينة غزة، إذ يعاني نحو 514 ألف شخص من الجوع الحاد، وفق نظام التصنيف المتكامل للأمن الغذائي. ويظهر تحليل لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة تدمير أو تضرر نحو 193 ألف مبنى، في مشهد يعكس حجم الدمار غير المسبوق. وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن أكثر من 90% من أبنية المدارس والجامعات في القطاع دُمرت، مشيرة إلى أن “إسرائيل استخدمت الغارات الجوية والقصف والحرق والهدم المنهجي لإلحاق الضرر أو التدمير بهذه المنشآت”.

خطة السلام في غزة

كشف البيت الأبيض عن الخطة قبيل المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو، نهاية أيلول الماضي، وتنص على تشكيل مجلس حكم مؤقت يرأسه ترامب يشرف على المرحلة الانتقالية ويضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وستتولى شؤون القطاع الفلسطيني لجنة فلسطينية “غير سياسية ومن التكنوقراط” مع استبعاد “حماس” منها. ولا تتطلب الخطة مغادرة السكان من قطاع غزة، وتدعو إلى إنهاء الحرب فورًا في حال قبول الطرفين بها وعلى انسحاب على مراحل للجيش الاسرائيلي من غزة. كما تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل بالخطة. وبحسب بنود أخرى وردت في الخطة، ستعمل الولايات المتحدة مع “شركاء عرب ودوليين لتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار على أن تنتشر فورا في غزة”. وستتولى هذه القوة تدريب ودعم “قوات الشرطة الفلسطينية المتوافق عليها” بالتشاور مع الأردن ومصر.

بدوره، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه لن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور في قطاع غزة من دون تغيير جذري. وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب “سيكون لغزة إدارة مدنية وسلمية لن تقودها لا حماس ولا السلطة الفلسطينية”. وأضاف مخاطبًا ترامب، “بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية، أقدر موقفكم الصلب لجهة أنه لن يكون لها أي دور في غزة من دون أن تشهد تحولًا فعليًا وجذريًا وحقيقيًا”.

مشاركة المقال: