الخميس, 14 أغسطس 2025 05:59 PM

اجتماع عمّان يكشف مطالب الأردن وسوريا من أمريكا لمنع عودة الانفلات في سوريا

اجتماع عمّان يكشف مطالب الأردن وسوريا من أمريكا لمنع عودة الانفلات في سوريا

يواصل الأردن جهوده لدعم الاستقرار في سوريا، ساعيًا إلى دور محوري في إعادة إعمارها. تجلى ذلك في اجتماع عمّان الثلاثي الذي جمع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ونظيره السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي توم برّاك.

نقلت صحيفة "النهار" عن مصدر مطلع أن الأردن أبدى مخاوفه بشأن الإجراءات الإسرائيلية في محافظة السويداء، خشيةً من مفاجآت أمنية أو عسكرية إسرائيلية تقوض جهود الاستقرار، خاصةً ما يتعلق بمحاولات التقسيم وإشاعة الفوضى أو احتلال مناطق سورية.

أكد المصدر أن الأردن وسوريا طلبا من برّاك أن تتعامل الولايات المتحدة بجدية وحزم مع إسرائيل، مشددين على أن الدور الإسرائيلي في السويداء يخلط الأوراق ويعيد سوريا إلى مربع الانفلات، ويمنح القوة للتطرف.

فيما يتعلق بإعادة الإعمار، يخشى الأردن من خسارة فرصة ذهبية لصالح دول إقليمية أخرى، ويرغب في تكثيف جهوده خشية اختطاف دوره.

صرح وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، لـ"النهار" بأن الاجتماع الثلاثي يمثل محاولة أردنية لمساعدة سوريا في مواجهة أزماتها وتحدياتها الداخلية، ومحاولات نشر فكر الانقسام والتقسيم، وهو ما يرفضه الأردن وسوريا.

أضاف المعايطة أن هناك خطورة في المشروع الإسرائيلي الذي يحاول تقديم نفسه كوكيل ومدافع عن أهل السويداء، بينما يسعى لفتح الأبواب أمام مشروع تقسيم، ومحاولة للدخول عسكرياً إلى مناطق في سوريا تحت عنوان "ممر داود"، الممتد من الحدود السورية مع إسرائيل إلى السويداء، ثم إلى الحدود مع الأكراد، وصولاً إلى الحدود السورية – العراقية، ما يشكل تهديداً استراتيجياً لجنوب وشرق سوريا وعلى الحدود الشمالية للأردن.

يشير المعايطة إلى أن الأردن يسعى لمنع أي دخول إسرائيلي إلى الأراضي السورية، معتبراً ذلك مصدر قلق كبير، لأنه سيكون على تماس مباشر مع الحدود الشمالية والشرقية للأردن مع سوريا. وأضاف أن الدور الأميركي يردع الإسرائيليين عن محاولات الدخول العسكري، مقابل مفاوضات سورية – إسرائيلية، وأن الأردن يسعى للإبقاء على هذا الدعم الأميركي لضمان استمرار الردع الأميركي لإسرائيل.

ويضيف المعايطة أن التحرك العسكري الأردني المكثف على الحدود الشهر الماضي كان رسالة واضحة حول جدية وخطورة الأمر، وتلاه الجهد الأردني بالتعاون مع الأميركيين والأتراك للوصول إلى مشروع وقف إطلاق النار في السويداء. ويرى أن الاجتماع الثلاثي محاولة أردنية لاستكمال وقف إطلاق النار وفتح أبواب حل الإشكالات التاريخية بين السويداء والدولة السورية.

يرى رئيس جمعية سيدات ورجال الأعمال الأردنيين المغتربين، فادي المجالي، أن الأردن أمام فرصة لا تعوض في ظل تحديات هيكلية يواجهها الاقتصاد الأردني، وأن سوريا ما بعد الحرب تمثل مساحة واعدة لتفعيل القطاعات الإنتاجية والخدمية، وفتح أسواق جديدة للصادرات الأردنية، خاصةً في مجالات المواد الإنشائية، الأدوية، المعدات، والخدمات الهندسية.

ويضيف المجالي أن الأردن حافظ على موقف متوازن من الأزمة السورية، ونجح في بناء جسور سياسية مع جميع الأطراف، وهذا الموقع يجب أن يتحول إلى موقع قيادة اقتصادية عبر دعم دخول الشركات الأردنية إلى مشروعات الإعمار، وتمثيل الأردن في المؤتمرات الدولية ذات الصلة كمساهم وشريك، وتعزيز التكامل مع الشركاء السوريين في قطاعات المقاولات، الكهرباء، الاتصالات، والطاقة المتجددة.

ويستذكر المجالي أخطاء الماضي في تجربة إعادة إعمار العراق، مشدداً على ضرورة التعلم من تلك الأخطاء، وأن تقوم مشاركة الأردن على أسس استراتيجية واضحة، تبدأ من تحديد الأولويات والقطاعات المطلوبة في السوق السورية، مثل البنية التحتية والمياه، والإسكان والمدن الذكية، والصحة والتعليم، والخدمات اللوجستية والطاقة.

* صحيفة النهار اللبنانية

مشاركة المقال: