في اكتشاف جيولوجي تاريخي، أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الهندية عن اكتشاف رواسب ذهبية تقدر بنحو 20 طناً في ولاية أوديشا شرقي الهند. يُنظر إلى هذا الاكتشاف على أنه الأكبر في تاريخ الهند الحديث، ومن المتوقع أن يعيد تشكيل صناعة التعدين الوطنية ويفتح آفاقاً اقتصادية جديدة في المنطقة.
تشير التقارير الرسمية إلى أن هذه الرواسب تنتشر في عدة مقاطعات في ولاية أوديشا، بما في ذلك ديوغاره وكيونجهار وسوندارجاره وأنغول وكورابوت، وهي مناطق معروفة بوفرة ثرواتها المعدنية مثل الكروميت والبوكسيت وخام الحديد. على الرغم من أن هذه الكميات تعتبر محدودة مقارنة بواردات الهند السنوية من الذهب، التي تتراوح بين 700 و800 طن، إلا أنها تمثل تحولاً استراتيجياً نحو تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وفقا لـ leravi.org.
يمثل هذا الاكتشاف، الذي أُعلن عنه رسمياً في مارس الماضي، فرصة استثنائية للهند، التي لا يتجاوز إنتاجها السنوي من الذهب حالياً 1.6 طن فقط. ويرى خبراء الاقتصاد أن تطوير هذه الاحتياطات يمكن أن يساهم في استقرار أسعار الذهب محلياً، وتخفيف الضغط على الميزان التجاري، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة في واحدة من أفقر الولايات الهندية.
أفادت هيئة المسح الجيولوجي بأن عمليات الاستكشاف المتقدمة قد بدأت بالفعل في عدة مواقع. وقد رُقيت مناطق مثل "أداسا–رامبالّي" و"غوبور–غاجيبور" إلى مستوى المسح التفصيلي، وذلك تمهيداً لتقييم دقيق لجودة الخام وامتداد الرواسب. وتعتبر هذه الخطوة مقدمة لطرح أول مزاد رسمي لكتلة تعدين ذهبية في منطقة ديوغاره، والذي من المتوقع أن يجذب مستثمرين محليين ودوليين.
يؤكد مسؤولون في حكومة أوديشا أن المزاد المرتقب ليس مجرد صفقة اقتصادية، بل هو حدث تاريخي يمكن أن يغير مستقبل الولاية. ومن المتوقع أن تساهم عائدات التعدين في تحسين البنية التحتية، بما في ذلك الطرق وشبكات النقل والخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية، مما سينعكس إيجاباً على المجتمعات المحلية التي تعتمد منذ عقود على التعدين التقليدي.
يؤكد خبراء البيئة على أن نجاح المشروع يعتمد على تبني نموذج تعدين مستدام يوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. وقد أكدت الحكومة التزامها بتطبيق معايير بيئية صارمة لضمان ألا يتحول هذا الاكتشاف إلى عبء بيئي على المنطقة.
يرى مراقبون أن ما حدث في أوديشا قد يشكل نقطة تحول في قطاع التعدين الهندي، حيث يعكس أهمية استكشاف الموارد المحلية في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتراجع استقرار سلاسل التوريد. ويأمل سكان الولاية أن يكون هذا الاكتشاف بداية عصر جديد من الازدهار الاقتصادي والتنمية المجتمعية، فيما يصفه محللون بأنه "الكنز الذي قد يلمع طويلاً في سجل الهند الاقتصادي".
(اخبار سوريا الوطن ١-البيان)