أعلنت الأمم المتحدة أن اليومين الماضيين شهدا أعلى حصيلة دموية في شمال غرب سوريا منذ بدء التصعيد العسكري في 26 تشرين الثاني. وقد أدى التصاعد الحاد في القصف والغارات الجوية إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى موجة نزوح واسعة النطاق أثرت على عشرات الآلاف من المدنيين.
أفاد تقرير للأمم المتحدة بأن إدلب وشمال حلب شهدتا تصعيداً ملحوظاً في الأعمال العدائية منذ 26 تشرين الثاني، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 مدنياً، بينهم 12 طفلاً و7 نساء، وفقاً لبيانات محلية مؤكدة حتى 1 كانون الأول. كما أصيب 162 شخصاً، بينهم 66 طفلاً و36 امرأة، معظمهم يعانون من إصابات متعددة نتيجة الشظايا.
خلال الفترة من 1 إلى 2 كانون الأول، استهدفت هجمات مكثفة أربع منشآت صحية، وأربع مدارس، ومخيمين للنازحين، ومحطة مياه، مما تسبب في أضرار جسيمة. وشملت الأضرار تدمير ألواح شمسية في محطة مياه الأتارب، مما أدى إلى انقطاع المياه عن 40 ألف شخص.
شهدت إدلب خلال يومي 1 و2 كانون الأول أكثر من 50 غارة جوية، بما في ذلك هجمات متكررة على مدينة إدلب، مما جعلهما الأكثر دموية منذ بدء التصعيد. وفي الأول من الشهر، قُتل 8 مدنيين، بينهم امرأة وثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، وأصيب 59 آخرون. نزح أكثر من 48,500 شخص، أكثر من نصفهم أطفال، من إدلب وشمال حلب منذ بدء التصعيد، مع استمرار تسجيل أعداد جديدة يومياً.
لجأ أكثر من 2,600 شخص إلى 12 مركز استقبال، معظمهم من النساء والأطفال، حيث تقدم المنظمات الإنسانية مساعدات تشمل الغذاء ومستلزمات الشتاء، إلا أن التحديات الأمنية تعرقل العمل الإغاثي. تعرضت منشآت صحية رئيسية، بما في ذلك مستشفى كبير في إدلب ومستشفى للولادة، لأضرار جسيمة من جراء القصف. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا تزال الأعداد النهائية للضحايا قيد التحقق.
دعا ديفيد كاردن، نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إلى وقف الهجمات على المدنيين فوراً، مشدداً على ضرورة حماية المنشآت الحيوية. منذ بدء التصعيد، ارتفعت أعداد النازحين من 14 ألفاً في 28 تشرين الثاني إلى أكثر من 48 ألفاً حتى نهاية الشهر، وفقاً لفريق عمل النازحين التابع للأمم المتحدة. وتشير التوقعات إلى تفاقم الأزمة في ظل استمرار الهجمات.