الجمعة, 6 يونيو 2025 07:31 PM

الحسكة تستقبل عيد الأضحى بأعباء اقتصادية: غلاء الأسعار يخيّم على فرحة الأهالي

الحسكة تستقبل عيد الأضحى بأعباء اقتصادية: غلاء الأسعار يخيّم على فرحة الأهالي

عشية عيد الأضحى، يواجه سكان محافظة الحسكة تحديات اقتصادية كبيرة، مما يجعل الاستعداد للعيد مهمة صعبة ومحبطة. على الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار مقارنة بعيد الفطر، إلا أن أسعار السلع والمواد الغذائية لا تزال مرتفعة، مما أثار استياء السكان وقلل من قدرتهم على تلبية احتياجات العيد.

رواتب متأخرة وأعباء متزايدة

يقول موظف حكومي من القامشلي لمنصة "سوريا 24": "لم نستلم رواتبنا بعد، ولا نعرف متى سنحصل عليها. كنا نأمل في شراء بعض مستلزمات العيد، ولكن حتى الضيافة أصبحت رفاهية. دخلت متجرًا لشراء الكليجة والمعمول والحلويات، وخرجت بكيس صغير ومديون أيضًا." ويضيف: "فكرنا في صنع الحلويات في المنزل باستخدام الطحين والزيت، ولكن بعد حساب التكاليف، وجدنا أن النفقات ستكون أعلى من شرائها جاهزة، لذلك قررنا شراء كميات صغيرة لتوفير أجواء رمزية للعيد."

أسعار ثابتة رغم انخفاض الدولار

من المثير للاهتمام أن الأسعار لم تنخفض على الرغم من انخفاض سعر الدولار من 13,500 إلى 9,300 ليرة سورية. ويعلق نفس المواطن: "لا نفهم كيف انخفض الدولار لكن الأسعار بقيت كما هي. يبدو أن الغلاء لا يرتبط بالعملة، بل أصبح نمط حياة ثابت."

أسواق خالية من الزبائن

في سوق القامشلي، الحركة التجارية ضعيفة بشكل ملحوظ مقارنة بالأعياد السابقة. يقول أبو داري، صاحب أحد المتاجر، في تصريح لـ "سوريا 24": "يدخل الناس إلى المتجر، ويتفقدون الأسعار ثم يغادرون دون شراء أي شيء. ليس لأنهم لا يريدون الشراء، ولكن لأن الوضع لا يسمح بذلك." ويضيف: "يعتقد البعض أننا نرفع الأسعار عمدًا، ولكن الحقيقة هي أننا نشتري البضائع بسعر مرتفع في الأصل. لدينا نفقات كبيرة تشمل الإيجارات والكهرباء والنقل والشحن. لا يمكننا خفض الأسعار دون تكبد خسائر كبيرة."

الأضاحي في السوق... ولكن بدون مشترين

من مدينة الحسكة، يروي أحد المواطنين عبر منصة "سوريا 24": "قد تكون أسعار الأضاحي هذا العام أقل مقارنة بالسنوات الماضية، ولكن المفارقة هي أن معظم الناس لا يملكون السيولة الكافية لشرائها. حتى أولئك الذين يرغبون في التضحية لا يستطيعون جمع المبلغ المطلوب بسبب تأخر الرواتب أو ضعف الدخل." ويتابع: "نذهب إلى سوق الماشية ونرى الخراف، لكننا لا نملك ثمنها. كانت التضحية طقسًا أساسيًا من طقوس العيد، ولكنها اليوم حلم بعيد المنال."

تفاصيل الأسعار تثقل كاهل الأسر

تشير جولة في الأسواق إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد المرتبطة بالعيد. يتراوح سعر كيلو السكر بين 40 و75 ألف ليرة، والشوكولاتة بين 120 و200 ألف، و"بيض العصفور" (الملبس) من 70 إلى 130 ألفًا، وحلوى العيد من 110 إلى 240 ألفًا للكيلو حسب النوع والجودة.

التجار في مأزق حقيقي

يوضح أبو داري أن التجار يواجهون أيضًا أزمة حقيقية: "نحن بين نارين: لا يوجد إقبال على الشراء كما في السنوات السابقة، وفي الوقت نفسه لا يمكننا خفض الأسعار لأننا سنتكبد خسائر مباشرة. نحن نحسب كل شيء: إيجار المحل، العمال، الكهرباء، وحتى تقلبات السوق."

مظاهر العيد في حدها الأدنى

على الرغم من كل هذه التحديات، لا يزال سكان محافظة الحسكة يحاولون الحفاظ على تقاليد العيد بأبسط الوسائل. اشترى البعض كميات صغيرة من الضيافة لإرضاء الأطفال، وقرر آخرون الاكتفاء بالأجواء العائلية دون رفاهيات. ومع ذلك، لا تزال المرارة حاضرة في النفوس، في انتظار تحسن الظروف وعودة الأعياد كما كانت: أيام فرح وليست عبئًا ثقيلًا.

مشاركة المقال: