الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 03:38 PM

الإعلام السوري: دوره في تشكيل الوعي العام ومواجهة تحديات التضليل

الإعلام السوري: دوره في تشكيل الوعي العام ومواجهة تحديات التضليل

تعتبر وسائل الإعلام أداة قوية للتأثير في حياة الناس وتشكيل الوعي المجتمعي. دورها لا يقتصر على نقل الأخبار، بل يشمل تشكيل الآراء والقيم والسلوكيات. في سوريا، لعب الإعلام دوراً محورياً في مختلف المراحل التاريخية، خاصة خلال الأزمات السياسية والاجتماعية، مما جعله سلاحاً ذا حدين، يمكن استخدامه للتنوير أو للتلاعب، حسب الجهة التي تديره.

ساهم الإعلام التقليدي في سوريا، من خلال برامجه الحوارية وتغطيته للقضايا الثقافية والتعليمية والصحية، في تعزيز مفاهيم اجتماعية مهمة مثل حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وأهمية التعليم، وقضايا البيئة. كما استُخدم الإعلام أحياناً لتعزيز الوحدة الوطنية، وأحياناً أخرى لصياغة الرأي العام وفق اعتبارات سياسية ضيقة.

مع توسع استخدام الإنترنت، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام منصات رئيسية لنقل الأخبار والتعبير عن الرأي، مما مكّن المواطنين من المشاركة الفاعلة في النقاش العام وصناعة المحتوى. لكن هذا الانفتاح ساهم أيضاً في انتشار الشائعات والمعلومات المضللة، مما أضعف الثقة العامة بالمصادر الإعلامية، وطرح تحديات كبيرة أمام المؤسسات الإعلامية الرسمية والمستقلة.

أثبت الإعلام السوري دوره الحيوي في المراحل اللاحقة للأزمات، من خلال تعزيز قيم التعايش والتسامح بين مختلف مكونات المجتمع، وتكريس مفاهيم إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، والدفع نحو الانخراط في العمل المدني والمجتمعي. فقد ساعد في نشر الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية، وبث روح المسؤولية الجماعية في مواجهة تحديات ما بعد الحرب.

أمام التحديات السياسية والاجتماعية التي واجهت سوريا، بات من الضروري الدفع باتجاه تطوير إعلام حر، موضوعي، ومسؤول، يعمل على كشف الحقائق، وتعزيز التعددية الفكرية، وبناء جسور الحوار بين أفراد المجتمع. فالإعلام، حين يُدار بمهنية وشفافية، يمكن أن يصبح ركيزة في بناء دولة القانون، وترسيخ ثقافة المواطنة، وتحقيق المصالحة المجتمعية.

الإعلام في سوريا ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هو أداة محورية في صياغة المواقف والاتجاهات، وفي تحديد أولويات الرأي العام. وبينما يتطلّع السوريون إلى بناء مجتمع أكثر وعياً وتماسكاً، يبقى الرهان على إعلام حر ومهني، قادر على تجاوز الانقسامات، والقيام بدوره كحارس للحقيقة ومنبر لكل السوريين.

إيمان زرزور - أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: