في أريافنا الجميلة، تحتضن أشعة الشمس الدافئة ثمار #التين، استعدادًا لرحلة تحضير مؤونة الشتاء، وتزيين موائد الضيافة، وتوفير مخزون غذائي صحي، يحمل عبق ذكريات الأمهات والجدات والبيوت القديمة، جيلًا بعد جيل، كما يروي سليمان خليل.
في موسم قطافه، ومع ساعات الصباح الأولى، يصبح التين محطة حياة، وكنزًا يزخر بالفوائد الصحية والعافية، والتجدد في دورة الحياة ومواسم عطاء الأرض والطبيعة.
تُعد شجرة التين من أقدم الأشجار المثمرة التي عرفها التاريخ، وحظيت بتقدير كبير في موطنها الأصلي بلاد فارس وسوريا ولبنان. استخدمها الفينيقيون في رحلاتهم البحرية والبرية، وكانت غذاءً رئيسيًا للإغريق، كما استعملها الإسبارطيون بوفرة في موائدهم اليومية.
في لقاء ريفي في قرى #مصياف والقدموس، تحدث مزارعون عن شجرة التين، التي تتميز بقدرتها على النمو في مختلف البيئات، حيث يصل ارتفاعها إلى عدة أمتار، بأوراق خضراء كبيرة وفروع قوية، وتنتج ثمارًا غنية بالفوائد الصحية.
يميز المزارعون بين أنواع التين المختلفة، كالتين الأسود، والتين الأخضر، والتين الأرجواني، وأصنافه السورية التي تصل إلى حوالي 84 صنفًا، حيث يتميز كل نوع بمذاقه الفريد وقيمته الغذائية العالية.
ويضيف المزارعون أن التين شجرة منتشرة في مختلف مناطق بلدنا، تحتاج إلى أشعة الشمس المباشرة وتربة جيدة التصريف. كما أنها شجرة مقاومة للجفاف وسهلة العناية. ثمرتها من الفواكه الشائعة والمحبوبة، ذات طعم حلو ولذيذ، وتتعدد فوائدها لصحة الجسم وعافيته، وتعد من أكثر الفواكه التي ينصح بتناولها سواء كانت طازجة أم مجففة. تعود معظم فوائد التين لصحة الجسم لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية، بما فيها الألياف والمركبات المضادة للأكسدة، مما يساهم في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والوقاية من الإصابة بأمراض الدماغ، بما فيها مرض باركنسون والزهايمر، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، إضافة إلى الحفاظ على الجهاز الهضمي، والحفاظ على مستويات السكر في الدم، فبالرغم من طعمه الحلو، إلا أن التين يحتوي على نسبة جيدة من البوتاسيوم والألياف التي تساعد في منع ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، والحفاظ على صحة الجلد، والوقاية من مختلف الأمراض والمشكلات الصحية التي تصيبها، بما فيها التهاب الجلد التحسسي والثآليل، والحفاظ على صحة الشعر، فهو غني بالحديد المهم لنمو الشعر.
أما التين المجفف، فتتحدث النسوة الريفيات العاملات في صناعته وفرشه على أسطح المنازل وحصائر القش والقصب والحجر عن عملية تجفيف التين في طقوس جميلة لصنع حلوى تقليدية تسمى “#هبّول”، حيث يتم تعريض الثمار للشمس والهواء، والتبخير، ثم تُطحن أو تُدق وتُقطّع، ويمكن تزيينها بجوز الهند أو السمسم. تحتفظ بعض العائلات بجزء من الإنتاج لتكون مؤونة صحية وشهية لديهم في الشتاء، وتبيع الكمية المتبقية لتأمين دخل إضافي. فهو غني بالألياف والبوتاسيوم والكالسيوم والفيتامينات ومضادات الأكسدة، مما يجعله مفيدًا لصحة الجهاز الهضمي، كما أنه يدعم صحة القلب عن طريق تنظيم ضغط الدم والكوليسترول، ويساهم في تقوية العظام وكثافتها. بالإضافة إلى ذلك، يعزز جهاز المناعة، ويحسن صحة البشرة، ويساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم وتقوية المناعة إذ يحتوي على مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من التلف الخلوي وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ودعم فقدان الوزن حيث تساعد الألياف العالية الموجودة فيه على زيادة الشعور بالامتلاء لفترة أطول، مما قد يساعد في كبح الشهية وخسارة الوزن الزائد، وصحة البشرة لغناه بمضادات الأكسدة والفيتامينات مثل فيتامين E، التي تعزز صحة البشرة وتمنحها مظهرًا أكثر حيوية وتقلل من علامات الشيخوخة.
التين شجرة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة اسمها سورة التين، قال تعالى: ” والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين ..”
نترحم على من نصب وندعو لكم بمواسم الخير والبركة.
(أخبار سوريا الوطن١)