الذهب يسجل قفزة تاريخية متجاوزًا 3200 دولار للأونصة لأول مرة

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة في المعاملات الفورية متجاوزة حاجز 3200 دولار للأونصة، بفعل مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ناجم عن تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. ارتفع المعدن النفيس بنسبة 1.4% خلال التعاملات الآسيوية المبكرة ليصل إلى 3219.48 دولاراً للأونصة، محققاً رقماً قياسياً جديداً بعد أن أنهى الجلسة السابقة مرتفعاً بأكثر من 3% لليوم الثاني على التوالي.
جاء هذا الارتفاع مدعوماً بتفاقم الحرب التجارية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية على عدة دول، لكنه رفع الرسوم على الواردات الصينية من 104% إلى 125%. هذا التصعيد التجاري دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن مثل الذهب، في ظل حالة عدم يقين اقتصادي متزايدة.
على الصعيد الاقتصادي، أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة بأكثر مما كان متوقعاً خلال مارس، لكن قرار ترامب بتصعيد الرسوم الجمركية على الصين أثار مخاوف من عودة ارتفاع معدلات التضخم. في الوقت ذاته، يُراهن المستثمرون على احتمال خفض كبير في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، اعتباراً من يونيو المقبل، والذي قد يصل إلى نقطة مئوية كاملة حتى نهاية العام.
الذهب، الذي يعتبر أداة تحوط ضد التضخم والاضطرابات الاقتصادية، شهد زيادة في قيمته بأكثر من 21% منذ بداية عام 2025. إلى جانب ذلك، ارتفعت المعادن النفيسة الأخرى، حيث زادت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 31.28 دولاراً للأونصة، وارتفع البلاتين 0.1% مسجلاً 938.35 دولاراً، وزاد البلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 915.75 دولاراً للأونصة.
هذا الأداء اللافت للمعدن النفيس يأتي وسط تراجع الدولار الأمريكي وعوائد السندات، حيث أدى التصعيد الجمركي والتوتر السياسي إلى عمليات بيع واسعة في الأسواق المالية، مع تعزيز الإقبال على الأصول البديلة مثل الذهب لتحقيق الاستقرار في أوقات عدم اليقين.