الخميس, 25 سبتمبر 2025 07:20 PM

الرئيس الشرع في الأمم المتحدة: سوريا انتصرت وتتجه نحو السلام والازدهار

الرئيس الشرع في الأمم المتحدة: سوريا انتصرت وتتجه نحو السلام والازدهار

أكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا حققت انتصاراً للعالم بأسره بإسقاطها منظومة إجرامية استمرت 60 عاماً، لتتحول من دولة مصدرة للأزمات إلى فرصة تاريخية لتحقيق الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة.

وفي كلمة الجمهورية العربية السورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، دعا الرئيس الشرع إلى رفع العقوبات بشكل كامل، مؤكداً أنها أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته. وشدد على أن الحكاية السورية مستمرة في بناء فصل جديد عنوانه السلام والازدهار والتنمية.

ووصف الرئيس الشرع الحكاية السورية بأنها صراع بين الخير والشر، بين الحق الضعيف والباطل القوي، معتبراً إياها عبرة من عبر التاريخ وتمثيلاً حقيقياً لمعاني الإنسانية النبيلة. وأضاف أن سوريا تروي فصلاً جديداً من هذا الصراع، فصلاً مشرقاً بالإبداع، وزاخراً بالمواجهة والإصرار والصبر والتضحية والتمسك بالقيم النبيلة.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن الشعب السوري ثار منادياً بحريته وكرامته، لكنه قوبل بالقتل والتنكيل. وأوضح أن النظام السابق استخدم أبشع أدوات التعذيب والقتل، بما في ذلك البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، وأثار الفتن الطائفية والعرقية، واستخدم المخدرات سلاحاً ضد الشعب والعالم، وهدم حواضر التاريخ، واستقدم قوات أجنبية وميليشيات وعصابات، وقتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجر نحو 14 مليون إنسان وهدم ما يقرب من مليوني منزل.

وأكد الرئيس الشرع أن النظام السابق استهدف الشعب بالأسلحة الكيماوية في أكثر من 200 هجوم موثق، وأنهى أي لغة سياسية للحل، مما دفع الشعب إلى تنظيم صفوفه والاستعداد للمواجهة التاريخية التي أسقطت المنظومة الإجرامية.

وأوضح الرئيس الشرع أن المعركة العسكرية كانت مليئة بالرحمة والخير، وتوجت بنصر لا ثأر فيه، واستعاد الشعب فيها حقه وانتصر لظلمه، وانتصر للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسراً، ولأمهات الشهداء والمفقودين.

وأكد الرئيس الشرع أن سوريا دمرت تجارة المخدرات التي كانت تنتقل من بلادها إلى بلاد العالم في زمن النظام السابق، وتحولت بهذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا وللمنطقة بأسرها.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن الإنجاز السوري الفريد دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية، لكن الشعب السوري كان يملك من الوعي ما يمنعه من ذلك، وعملت الدولة السورية على تشكيل لجان لتقصي الحقائق ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي كذلك، وتعهد بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة.

وأكد الرئيس الشرع أن التهديدات الإسرائيلية ضد سوريا لم تهدأ، وأن السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا، وتستغل المرحلة الانتقالية، مما يعرض المنطقة إلى الدخول بدوامة صراعات جديدة. وتتعهد سوريا بالتزامها باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها في مواجهة هذه المخاطر واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية.

وأوضح الرئيس الشرع أن سوريا وضعت سياسة واضحة الأهداف تقوم على الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية، وعملت على ملء فراغ السلطة ودعت إلى حوار وطني جامع، وأعلنت عن حكومة ذات كفاءات وعززت مبدأ التشارك وقامت بتأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن سوريا ماضية في انتخابات ممثلي الشعب في المجلس التشريعي وأعادت هيكلية المؤسسات المدنية والعسكرية، واستعادت علاقتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية وتوجت برفع معظم العقوبات تدريجياً عن سوريا، وطالب برفعها بشكل كامل، وعدلت قوانين الاستثمار وبدأت كبرى الشركات الإقليمية والدولية بالدخول إلى السوق السورية والمساهمة في إعادة الإعمار.

وأكد الرئيس الشرع أن سوريا تعيد بناء نفسها من خلال التأسيس لدولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين الناظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء.

وأعلن الرئيس الشرع انتصار الحق على الباطل، وأن سوريا تعود إلى موقعها الذي تستحق بين أمم العالم، موجهاً الشكر إلى كل من وقف مع قضية الشعب السوري، وإلى تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية وكل الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

وأكد الرئيس الشرع أن سوريا تدعم أهل غزة وأطفالها ونساءها وباقي الشعوب التي تتعرض للانتهاك والاعتداء، وتدعو لإيقاف الحرب فوراً.

وختم الرئيس الشرع بالقول إن الحكاية السورية لم تنته بعد، فهي مستمرة في بناء فصل جديد من فصولها عنوانه السلام والازدهار والتنمية.

مشاركة المقال: