تشهد أسواق مدينة الرقة ارتفاعًا حادًا وغير مسبوق في أسعار الفروج خلال الأيام الأخيرة. فقد قفز سعر الكيلوغرام الواحد من حوالي 15 ألف ليرة سورية إلى أكثر من 24 ألف ليرة سورية، بزيادة تتجاوز 8 آلاف ليرة في بعض المناطق. هذا الارتفاع المفاجئ أثار موجة من القلق والاستياء بين السكان والتجار على حد سواء، وسط توقعات باستمرار تصاعد الأسعار في الفترة المقبلة.
نقلت منصة إخبارية عن عدد من التجار أن التوترات الأمنية بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق سيطرة "قسد" هي السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة، حيث أدت إلى تعطيل حركة السلع ومنع دخول بعضها إلى المدينة. وأوضح التاجر محمد السفراني أن تأمين كميات كافية من الفروج أصبح أمرًا صعبًا، نظرًا لتأثير الحواجز الأمنية والتوترات على الطرق التجارية على حركة إدخاله من مناطق الحكومة السورية إلى الرقة.
وأضاف السفراني أن الانخفاض السابق في أسعار الفروج كان نتيجة إدخال كميات من مناطق إدلب وريف حلب، إلا أن هذه العملية أصبحت أكثر تعقيدًا في الوقت الحالي. وأشار إلى أن فرض "قسد" رسومًا جمركية مرتفعة على الشاحنات، حيث تبلغ 200 دولار على الشاحنات الصغيرة و400 دولار على المتوسطة، ساهم بشكل مباشر في رفع الأسعار، إذ تُضاف هذه التكاليف إلى رأس المال وتنعكس على المستهلك النهائي.
وفي السياق ذاته، نقلت "سوريا 24" عن عدد من الأهالي استياءهم الشديد من الوضع الحالي. وقال المواطن خليل العايد: "كانت أسعار الفروج مقبولة في السابق، لكن الارتفاع الكبير جعل شراءه أمرًا صعبًا للغاية، خاصة أنه مادة أساسية على مائدة الطعام، ونحن أصلًا نعيش ظروفًا اقتصادية خانقة."
وأكد المواطن محمد، من ريف الرقة، أن الأهالي يدركون وجود أسباب وراء هذا الارتفاع، غير أن الواقع أصبح مرهقًا للغاية بالنسبة للعائلات. وأعرب عن أمله في أن تتحسن الأوضاع الأمنية وتُفتح طرق التجارة بشكل طبيعي حتى تستعيد الأسواق استقرارها.
وفي الختام، مع استمرار التوترات الأمنية وتزايد التحديات الاقتصادية، يظل المواطنون والتجار في حالة ترقب دائم لأي تطورات قد تشهدها الأسواق، وسط مخاوف حقيقية من استمرار صعود الأسعار دون حلول ملموسة في الأفق القريب.