السبت, 13 سبتمبر 2025 09:46 PM

السعودية تدعم الاقتصاد السوري بمنحة نفطية ضخمة وتنتقل بالعلاقات إلى مرحلة الدعم المباشر

السعودية تدعم الاقتصاد السوري بمنحة نفطية ضخمة وتنتقل بالعلاقات إلى مرحلة الدعم المباشر

في خطوة تعكس تحولاً في العلاقات، تجاوزت الرياض الإطار السياسي لتقديم دعم ملموس للاقتصاد السوري. أعلنت المملكة العربية السعودية عن منحة نفطية لسوريا تقدر بـ 1.65 مليون برميل من النفط الخام، في خطوة استراتيجية تهدف إلى إنعاش اقتصاد أضعفته سنوات الحرب.

هذا الدعم المباشر، الذي أُعلن عنه عبر وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، يمثل نقلة نوعية في العلاقة بين البلدين، من المباحثات الدبلوماسية إلى التأثير الاقتصادي الفعلي، ويؤكد الدعم الكامل الذي تقدمه الرياض لدمشق في هذه المرحلة.

وفقًا للمصادر الرسمية، تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن هذه المنحة بين الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، سلطان بن عبد الرحمن المرشد، ووزير الطاقة السوري، محمد البشير، مما يضفي طابعًا مؤسسيًا على هذه المساعدة الحيوية.

أوضحت “واس” أن هذه الشحنة النفطية ليست مجرد مساعدة عابرة، بل جزء من رؤية أوسع “تُسهم في تعزيز تشغيل المصافي السورية وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية”. وتضع السعودية هذا الدعم في سياق أهداف أشمل تتمثل في “دعم تنمية الاقتصاد ومواجهة التحديات الاقتصادية في سوريا لنمو القطاعات الحيوية فيها”، بالإضافة إلى دعم الجهود الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

من جانبها، أكدت الرياض أن المنحة “تعكس جهود المملكة للإسهام في تحسين الظروف المعيشية للشعب السوري الشقيق، انطلاقاً من العلاقات الوثيقة بين البلدين”، وهو ما شدد عليه أيضاً الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية بقوله إن هذه المنحة “تأتي امتداداً للجهود التي تبذلها المملكة على كل المستويات لدعم الشعب السوري”.

في دمشق، كان صدى هذه الخطوة إيجابياً للغاية. فقد أفاد وزير الطاقة السوري، محمد البشير، بأن المنحة تأتي في إطار “دعم المملكة لسوريا وسيكون لها أثر طيب في تحقيق التنمية وإعادة البناء والإعمار”. وكشف البشير عن الخطة التشغيلية للاستفادة من النفط الخام، حيث صرح بأنه “سيتم تحويله إلى مصفاة بانياس لتكريره، ومن ثم تزويد محطات الوقود بالمشتقات النفطية الناتجة”، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا).

ولم يفت الوزير السوري أن يعرب عن “شكر دمشق للرياض على الدعم الذي تقدمه في مختلف المجالات”، في إشارة إلى أن هذا التعاون يمتد إلى قطاعات أخرى.

وتكتسب هذه المنحة النفطية أهمية إضافية كونها لا تأتي من فراغ، بل تبني على أساس تم وضعُه في خطوات سابقة؛ حيث كانت وزارة الطاقة السورية قد وقعت في 28 أغسطس الماضي اتفاقية وست مذكرات تفاهم مع شركات سعودية في مجالات حيوية تشمل البترول والكهرباء، مما يؤكد أن التعاون بين البلدين يسير في مسار متصاعد ومدروس، وأن الدعم الاقتصادي المباشر هو الآن عنوان المرحلة الأبرز في هذه العلاقة العائدة بقوة. * صحيفة إيلاف السعودية

مشاركة المقال: