الأربعاء, 20 أغسطس 2025 06:51 AM

السكرية الكبيرة: قرية شرق حلب تعاني الجفاف والفقر وتنتظر الخدمات الأساسية

السكرية الكبيرة: قرية شرق حلب تعاني الجفاف والفقر وتنتظر الخدمات الأساسية

تعيش قرية السكرية الكبيرة، الواقعة في ريف الباب الشرقي شرق حلب، والتي يقطنها حوالي سبعة آلاف نسمة، ظروفًا معيشية وخدمية متردية منذ سنوات. يعاني السكان من غياب المياه والكهرباء، وتدهور البنية التحتية، وانتشار البطالة، مما دفعهم لوصف قريتهم بأنها "منسية".

إنجازات محدودة وحاجات كبيرة

يؤكد المختار السابق الحاج حسين الحمادي (أبو عبد المعطي) لمنصة سوريا 24 أن فترة ولايته كانت مليئة بالتحديات، حيث جعل الموقع الجغرافي للقرية منها خط مواجهة سابقًا مع قوات النظام و"ب ي د"، مما أعاق وصول الدعم إليها. ويشير إلى أنه تمكن خلال أربع سنوات، بعد طرد تنظيم "داعش" منها في إطار عملية "درع الفرات"، من إعادة تفعيل المستوصف بدعم مباشر من الحكومة التركية، بالإضافة إلى تعبيد طريق بديل يربط القرية بالطرق الرئيسية. ومع ذلك، يوضح أن شبكة المياه معطلة منذ عام 2012، وأن الكهرباء مقطوعة تمامًا على الرغم من أن جزءًا من الشبكة لا يزال صالحًا، بينما تظل الحاجة ملحة لتوفير الخدمات الأساسية التي تعيد الحياة إلى القرية.

الأهالي: عطش وفقر وألغام

تمثل المياه الهاجس الأكبر للسكان، حيث يقول محمد حسون، أحد سكان القرية، لمنصة سوريا 24 إن الجفاف وجفاف الآبار الارتوازية أجبر الأهالي على شراء المياه بأسعار مرتفعة، بينما ذبلت المحاصيل الزراعية التي كانت مصدر الدخل الرئيسي. ويضيف أن القرية محرومة من الكهرباء منذ أكثر من عشر سنوات وتعتمد على ألواح الطاقة الشمسية بقدرة محدودة، في حين أن المرافق الصحية والتعليمية شبه مشلولة، حيث يعمل المستوصف بدوام جزئي مع نقص الأدوية الكافية، وتعاني المدارس من نقص الكوادر، مما أدى إلى تفشي عمالة الأطفال وتسرب معظم التلاميذ. كما يشير إلى خطورة الطرق، حيث تغرق شوارع القرية بالحفر وبعضها مكشوف على مياه الصرف الصحي، في حين أن الألغام المزروعة على أطرافها لا تزال تحصد أرواح المدنيين.

واقع صحي متردٍ وتعليم منهار

تؤكد الدكتورة ربى محمد الحسون لمنصة سوريا 24 أن المستوصف لا يضم سوى طبيب عام وطبيب أسنان غير متمرس وقابلة قانونية، في حين أنه يفتقر إلى الكوادر المتخصصة والأدوية الأساسية. وتشير إلى انتشار أمراض مزمنة مثل السكري والربو وضغط الدم، بالإضافة إلى تفشي اللشمانيا مع عدم توفر العلاج. أما التعليم، فتصفه بأنه "كارثي"، حيث يصل معدل التسرب المدرسي إلى 90٪ بسبب الفقر وغياب الكوادر، مؤكدة أن البطالة تتجاوز 95٪ وأن معظم الأسر تعيش على مساعدات محدودة أو تحويلات المغتربين.

المطالب: ماء، كهرباء، وأمل بالعودة

يتفق الأهالي والمختار السابق على أولويات عاجلة، أبرزها:

  • حفر آبار عميقة أو استجرار المياه من سد تشرين.
  • إعادة تمديد الكهرباء وصيانة الشبكة الحالية.
  • دعم الزراعة بالمعدات والأسمدة والمياه لإنقاذ مصدر الرزق الأساسي.
  • إنشاء مشفى وتوفير كوادر طبية وتعليمية مع حملات للحد من التسرب الدراسي.
  • إزالة الألغام المنتشرة في محيط القرية.
  • تأهيل البنية التحتية والمنازل المدمرة وإنشاء بلدية لجمع النفايات.

منذ 2011 حتى اليوم

شهدت القرية تحولات عسكرية متلاحقة، حيث خضعت بين عامي 2014 و 2016 لسيطرة تنظيم "داعش"، قبل أن تنتقل مع عملية "درع الفرات" في شباط/فبراير 2017 إلى سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري. وعلى الرغم من خروجها من خط المواجهة المباشر، بقيت في بيئة أمنية هشة مع استمرار مخاطر الألغام ومخلفات الحرب. على الصعيد الخدمي، لم تستفد القرية من مشاريع إعادة الإعمار في ريف الباب، حيث بقيت محرومة من الكهرباء منذ عام 2015 وتعتمد على الطاقة الشمسية، بينما تضررت بشدة من موجات الجفاف الأخيرة التي تسببت بجفاف الآبار وتهديد النشاط الزراعي. كما فاقم زلزال شباط/فبراير 2023 معاناة السكان، بعد أن ألحق أضرارًا إضافية بالمنازل والبنى التحتية. ويختتم الحمادي بالقول: "الكثير من العائلات ترغب بالعودة من دول الجوار، لكن غياب الخدمات الأساسية يمنعها. ونأمل أن تتحقق مطالبنا قريبًا".

مشاركة المقال: