الإثنين, 13 أكتوبر 2025 05:48 PM

السويداء: انقسامات تهدد الحرس الوطني وتفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية

السويداء: انقسامات تهدد الحرس الوطني وتفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية

كتب جاد ح. فياض في "النهار" عن التكوين المعقد للحرس الوطني في السويداء، الذي شكله الشيخ حكمت الهجري. يضم الحرس عناصر وضباطًا من نظام بشار الأسد، بعضهم متورط في التعاون مع المخابرات العسكرية وتجار المخدرات، بالإضافة إلى فصائل محلية معارضة للنظام، مما أدى إلى وجود مقاتلين سابقين في جيش واحد.

هذا التكوين يشهد انقسامات داخلية تنذر بتفجر الأوضاع. فقبل أسابيع، اختطف سليم حميد، أحد قادة الحرس الوطني، قيادياً في حركة "رجال الكرامة" على خلفية خلافات سابقة. وتفاقمت الأزمة قبل أيام، عندما عقد مسؤولون من الحرس الوطني اجتماعاً كبيراً دون علم قائدهم، مما دفعه إلى فصل كبار القادة.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها "النهار" من مصدر في السويداء، زار وفد أميركي السويداء والتقى بالهجري، وعقد لقاءً آخر في مقر الفرقة 15 بحضور مجموعة من مسؤولي الحرس الوطني، بينهم طارق المغوش وطارق خويص.

وبحسب المعلومات، لم يكن العميد جهاد الغوطاني، قائد الحرس الوطني، على علم بالزيارة، ووصل بعد مغادرة الوفد الأميركي، مما أدى إلى مشادة كلامية واشتباكات بين عدد من قادة وعناصر الحرس الوطني بسبب عدم إبلاغ الغوطاني وبعض القيادات بالزيارة.

وذكر المصدر نفسه أن الزيارة كانت تهدف إلى الاطلاع على سير التحقيقات مع محتجزي الأمن العام الذين أُلقي القبض عليهم خلال المواجهات الأخيرة في المحافظة.

وعلى خلفية ذلك، أصدر الغوطاني قراراً بإلغاء المكتب الأمني في قيادة الحرس الوطني وتسليمه إلى ضباط يعينهم قائد الحرس الوطني مباشرة. كما أصدر قراراً إدارياً بإلغاء عقود كل من طارق خويص، طارق المغوش، وجميع الأفراد التابعين لهما، مع إحالتهم إلى القضاء المختص للنظر في المخالفات المرتبطة بهم.

حالة التململ والانقسام والعشوائية التي يعاني منها الحرس الوطني انعكست عليه شعبياً أيضاً. وتلقت وحدات وفصائل داخل الحرس انتقادات واسعة خلال الأسابيع الأخيرة، بعد ظهور عناصرها بزي عسكري وسلاح بين المدنيين وتنفيذهم استعراضاً عسكرياً رددوا فيه هتافات مذهبية، مما أثار غضباً واسعاً في السويداء.

الانقسام في السويداء لا يقتصر على الحرس الوطني، بل يمتد إلى البيئة الدرزية، وكان آخر مظاهره البيان الذي أصدره الهجري، والذي استبدل فيه تسمية جبل العرب بجبل الباشان، وهو تعبير عبري مذكور في التوراة ويعني المنطقة الجغرافية الممتدة بين الجولان وشرق الأردن وجنوب سوريا وجبل الشيخ.

تواصلت "النهار" مع مصادر في السويداء لاستطلاع رأيها ورأي المجتمع الدرزي في تغيير التسمية. وأشارت المصادر إلى وجود استياء بين بعض أهالي السويداء، معبرة عن غضبهم بسبب نقص المواد الغذائية والمحروقات والتهديد بإخلاء مراكز الإيواء دون بديل، وتوقعهم حلولاً بدل تغيير التسميات.

وقال مصدر مطلع إن الهجري يحاول من خلال هذه البيانات ربط موقفه السياسي ومعه السويداء بإسرائيل، وأنه على اتصال مستمر بالإسرائيليين، لصرف نظر الناس عن الوعود والالتزامات التي تعهد بها، وبينها فتح الممر بين السويداء وإسرائيل، لأنه لم يتمكن من الوفاء بها ولم يحسن ظروف الناس، بل على العكس صعّد الخلاف مع دمشق دون حلول بديلة.

في المحصلة، فإن استمرار الهجري على موقفه سيعمق الفجوات الاجتماعية والأمنية في السويداء، وسيزيد من الضغط الذي قد ينفجر في وقت قريب نتيجة لتدهور الأوضاع السريع، في حين أن أحد الحلول البديلة يتمثل في ممارسات الإدارة الكردية الذاتية التي تتفاوض مع دمشق للتوصل إلى صيغة تحيد الانفجار الذي حصل في جنوب سوريا قبل أشهر.

مشاركة المقال: