الثلاثاء, 22 يوليو 2025 07:41 AM

السويداء ترفض التقسيم: مساعي حكمت الهجري تفشل في مواجهة وعي الأهالي

السويداء ترفض التقسيم: مساعي حكمت الهجري تفشل في مواجهة وعي الأهالي

على الرغم من تأكيدات الرئيس أحمد الشرع المتكررة على رفض سوريا للتقسيم والتجزئة، والتزام الدولة بحماية جميع مواطنيها من مختلف المكونات، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات من جميع الأطراف، يسعى حكمت الهجري إلى فصل السويداء عن الدولة السورية وتحويلها إلى "كانتون" تحت سيطرته ومسلحيه.

وقد تجلت نوايا الهجري هذه منذ عدة أشهر من خلال تصريحاته وبياناته التي تضمنت دعوات للتدخل الخارجي، بما في ذلك العدو الإسرائيلي، في سوريا بحجة حماية أبناء طائفة المسلمين الموحدين الدروز من الحكومة السورية. وأصبحت هذه النوايا أكثر وضوحاً مع اندلاع الأحداث الأخيرة في السويداء، والتي زاد من اشتعالها رفضه للاتفاقات السابقة التي تضمنت بسط الدولة سيطرتها وهيبتها في المحافظة وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.

حتى الاتفاق الأخير الذي تم الإعلان عنه يوم السبت الماضي، والذي جرى التوافق عليه مع الهجري، انقلب عليه الأخير، متجاهلاً كل المساعي الدولية، بما فيها الأميركية، لتهدئة الوضع في السويداء، وذلك برفضه اليوم دخول وفد حكومي رسمي برفقة قافلة المساعدات إلى السويداء. هذا التصرف لا يمكن تفسيره إلا برغبة الهجري في إقامة دويلة داخل دولة، مدفوعاً بتحريض من إسرائيل، التي يعلم الجميع أنها لا تعمل إلا لتحقيق مصالحها الذاتية ومشاريعها التوسعية، ولا تهتم بالسوريين بكل انتماءاتهم الدينية والقومية.

وللموضوعية، لا يتفق جميع أبناء جبل العرب مع توجهات الهجري ومن حوله من مسلحين وبقايا فلول نظام الأسد البائد، ولا يؤيدونه في مساعيه. فمعظم أهالي السويداء يؤكدون أن محافظتهم جزء من الوطن سوريا. إن لعبة الهجري المكشوفة، والقائمة على تخويف الأقليات من الحكومة السورية، والتي لطالما كرر في تصريحاته رفضه لدخول مؤسساتها الأمنية والعسكرية إلى المحافظة، هي لعبة ساقطة داخلياً، حيث يؤكد أغلبية أبناء السويداء أنهم يريدون العيش بأمان وبحقوق متساوية تحت مظلة الدولة.

أيضاً، لعبة الهجري ساقطة خارجياً، والدليل على ذلك تأكيد 11 دولة عربية وإسلامية، خلال بيان مشترك، الخميس الماضي، على دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها.

وخلاصة القول، إن مواقف وتوجه القيادة والحكومة السورية، وتطورات الأحداث والتحركات، ومواقف الحكومات العربية والإقليمية والدولية، كلها تتجه نحو سوريا واحدة موحدة ومنع تقسيمها. كما أن حماية السوريين بكل مكوناتهم وانتماءاتهم هي مسؤولية الدولة التي تتحمل مسؤوليتها أيضاً تجاه أي انتهاكات وأخطاء، وليس مسؤولية من يبحث واهماً عن سلطة عبر دعم العدو الإسرائيلي. أما من يبحث عن سلطة موهومة بدعم من عدو خارجي، فلن يجني سوى العزلة، وسيبقى خارج السياق الوطني، لأن الشعب السوري قال كلمته: لا للكانتونات، لا للتقسيم، نعم لسوريا الموحدة تحت راية الدولة.

مشاركة المقال: