شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، مراسم وضع هيكل الاحتواء (وعاء الضغط) الخاص بمفاعل الوحدة الأولى في محطة الضبعة النووية، الواقعة شمال غربي مصر.
تعتبر محطة الضبعة أول محطة للطاقة النووية في مصر، وتقع في محافظة مطروح (شمال غرب). تتكون المحطة من أربع وحدات، تبلغ قدرة كل وحدة منها 1200 ميغاوات.
خلال المراسم، التي جرت عبر تقنية الفيديو كونفرانس بحضور الزعيمين، قام السيسي بتوقيع أمر شراء الوقود النووي الضروري لتشغيل المحطة.
أكد السيسي في كلمته على الفائدة المتبادلة للتعاون المصري الروسي لشعبي البلدين، معربًا عن امتنانه لكل من ساهم وشارك في هذا المشروع الحيوي.
كما أشار إلى الأهمية الخاصة التي توليها مصر لمجال الطاقة النووية، مؤكدًا أن محطة الضبعة ستضمن الحصول على الطاقة بشكل مستدام وموثوق.
من جانبه، صرح الرئيس بوتين بأن روسيا تدعم مصر بأحدث التقنيات لبناء المحطة النووية، مشددًا على أن العلاقات المصرية الروسية تشهد تطورًا مستمرًا بناءً على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وفي كلمته خلال الحدث، أشار بوتين إلى مشاركة الخبراء السوفيت في تطوير الاقتصاد المصري، مؤكدًا على أن العلاقات بين مصر وروسيا ستزداد قوة. وأضاف أن المحطة النووية ستساهم في دعم الاقتصاد المصري، حيث يتم تنفيذ 55% من الأعمال في المحطة النووية بأيدٍ مصرية. وتابع أن الطلاب المصريين درسوا في روسيا وشاركوا في بناء المحطة النووية، وأن الرئيس السيسي هو من بادر بمشروع الضبعة النووية.
تقوم شركة "روس اتوم" الروسية، المسؤولة عن بناء المحطة النووية في الضبعة بقدرة 4800 ميغاوات، بتزويد مصر بقدرات نووية غير مسبوقة من خلال بناء محطة تعتبر الأكثر أمانًا على مستوى العالم.
تعتمد روسيا في بناء المحطة المصرية على تكنولوجيا المفاعلات من الجيل الثالث المطور (Gen III+)، وهي الأحدث عالميًا والأعلى كفاءة من حيث السلامة والتشغيل.
تضم المحطة أربع وحدات من نوع VVER-1200، تبلغ قدرة كل منها 1200 ميغاوات، لتصل الطاقة الإجمالية إلى 4800 ميغاوات. يتم بناء المحطة وفقًا للمعايير الروسية الحديثة التي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2006، مع تعزيز كبير في مؤشرات الأمان والكفاءة التقنية والاقتصادية.
أسباب تصنيفها كأأمن محطة نووية عالميًا:
ad تكنولوجيا الجيل الثالث المطور (Gen III+) تُعد هذه التكنولوجيا الأعلى حاليًا من حيث مستويات السلامة النووية، وتتميز بقدرتها على التعامل مع الحوادث العميقة وتقليل احتمالات الانصهار. معدل انصهار قلب المفاعل أقل من مرة واحدة لكل 10 مليون سنة ويتم تطبيق فلسفة “الدفاع العميق” (Defence in Depth)، التي تعتمد على وجود عدة حواجز مادية تحول دون تسرب المواد المشعة إلى البيئة. نظم سلامة سلبية لا تعتمد على الكهرباء تعمل تلقائيًّا حتى في حال انقطاع التيار، مثل أنظمة التبريد الطارئ التي تعمل بالجاذبية والضغط الداخلي. مقاومة للاصطدام بطائرة تجارية ثقيلة يستطيع المفاعل تحمل اصطدام طائرة تزن 400 طن وتسير بسرعة 150 مترًا في الثانية، دون اختراق الهيكل الآمن.
تحمل الزلازل والتسونامي والأعاصير
يتحمل زلازل بعجلة تصل إلى 0.3 ج (30% من عجلة الجاذبية الأرضية). مقاوم للتسونامي بارتفاع يصل إلى 14 مترًا. مصمم لمواجهة الأعاصير ورياح شديدة تصل إلى 250 كم/ساعة. وجود “مصيدة لقلب المفاعل” (Core Catcher) وهي هيكل خاص أسفل القلب النووي، مصمم لاحتواء المواد المشعة عالية المستوى في حالة حدوث انصهار، ومنع تسربها إلى البيئة الخارجية. منع التسرب الإشعاعي تمامًا تعتمد المحطة على نظام متعدد الطبقات من الحواجز: قلب المفاعل، غلاف الضغط، ومبنى الاحتواء الخرساني المصفح، مما يجعل أي تسرب عمليًّا مستحيلاً. فريق استجابة طوارئ متخصص يتمتع بخطط متكاملة للتدخل السريع في حالات الطوارئ، بالتنسيق مع الجهات المصرية والدولية. عمر تشغيلي يصل إلى 60 عامًا مع إمكانية التمديد بعد تقييم شامل للحالة الفنية. تأثير بيئي معدوم لا تنبعث منها غازات دفيئة، وتُنتج طاقة نظيفة، كما تقوم بحرق كمية كبيرة من الوقود النووي وتُخرج كمية ضئيلة من النفايات المشعة، تُخزن بأمان وفق أعلى المعايير العالمية. تصميم هيكلي متطور سور المحطة مبني بتقنيات متقدمة تحميه من الهجمات الصاروخية والتسرب الإشعاعي. نظام تحكم آلي حديث يقلل من احتمالات الخطأ البشري، ويعزز كفاءة التشغيل والصيانة.