الأحد, 9 نوفمبر 2025 01:10 AM

الشرع في البيت الأبيض: زيارة تاريخية واتفاق محتمل للانضمام إلى التحالف ضد داعش

الشرع في البيت الأبيض: زيارة تاريخية واتفاق محتمل للانضمام إلى التحالف ضد داعش

شبكة أخبار سوريا والعالم/ يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لاستقبال الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى واشنطن العاصمة. تأتي هذه الزيارة بعد أيام من رفع اسم الشرع من قوائم الإرهاب الأممية، بفضل جهود قادتها الولايات المتحدة في مجلس الأمن.

ووفقًا لتصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، من المتوقع أن يشهد اللقاء توقيع اتفاق لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة الولايات المتحدة. وتشير تقارير أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق.

وقبل توجهه إلى واشنطن، يشارك الرئيس السوري أحمد الشرع في مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) في مدينة بيليم البرازيلية.

وكان مجلس الأمن قد أصدر القرار رقم 2799 بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي أعدته البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، بأغلبية 14 صوتًا مع امتناع الصين عن التصويت. يقضي القرار بشطب اسمي الرئيس الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قائمة الجزاءات المفروضة على «داعش» و«القاعدة»، في خطوة تعتبر بمثابة «صفحة بيضاء» جديدة لسوريا. وأكد مجلس الأمن على التزامه بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها، ودعم جهود إعادة الإعمار والاستقرار والتنمية الاقتصادية، مع الحفاظ على نظام الجزاءات المفروضة على تنظيمي داعش والقاعدة. كما رحب بالتزامات سوريا بضمان وصول المساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب.

ودعا القرار سوريا إلى اتخاذ تدابير حازمة للتصدي لتهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وحماية حقوق الإنسان لجميع السوريين، ومكافحة المخدرات، والالتزام بعدم الانتشار والقضاء على الأسلحة الكيماوية، وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.

من جانبه، برر المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، فو تسونغ، امتناع بلاده عن التصويت بعدم معالجة القرار لمخاوفها بشأن مكافحة الإرهاب والوضع الأمني في سوريا، في إشارة إلى قلق بكين من «حركة تركستان الشرقية الإسلامية».

في المقابل، أكد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أن موسكو دعمت القرار لأنه يعكس مصالح وتطلعات الشعب السوري. وأشاد المندوب السوري إبراهيم علبي بالقرار، معتبرًا إياه رسالة دعم للسوريين في جهودهم لإعادة بناء وطنهم.

وبموجب القرار، لم يعد الرئيس الشرع بحاجة إلى إعفاء خاص من الأمم المتحدة للسفر، بعد أن كان خاضعًا لعقوبات منذ عام 2013 بصفته زعيماً لتنظيم «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) بلقب «أبو محمد الجولاني»، قبل أن يقود العملية العسكرية التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد.

وكان الشرع قد زار الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكن زيارته الحالية إلى واشنطن العاصمة تعتبر الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى البيت الأبيض.

ويرى المحلل لدى معهد «نيو لاينز»، نيك هيراس، أن هذه الزيارة تمثل «إعلان فصل جديد في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، بعيداً عن مكافحة الإرهاب، ونحو عقد صفقات براغماتية».

يذكر أن ترمب قد التقى الشرع خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية في مايو الماضي، وأعلن عن تحول كبير في السياسة الأميركية تجاه سوريا، مشيراً إلى أنه سيرفع العقوبات الأميركية عن سوريا. وأشاد ترمب بالشرع، قائلاً إنه يبلي بلاء حسناً للغاية، وإن الأمور بينهما جيدة للغاية.

وتشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية في مطار المزة العسكري قرب دمشق، لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة الوضع بين سوريا وإسرائيل. وتتمركز معظم القوات الأميركية حالياً في مناطق تقع تحت سيطرة الإدارة الكردية في شمال شرقي البلاد.

وأكد دبلوماسي سوري أن انضمام سوريا إلى قوات التحالف ضد «داعش» سيكون على رأس جدول الأعمال. ويرى المحلل السياسي السوري بسام سليمان أن الانضمام إلى التحالف الدولي سيساعد في توحيد الدولة السورية وإنهاء بعض الملفات العالقة مثل ملف قسد (قوات سوريا الديمقراطية).

ومن المتوقع أن تشمل النقاشات مفاوضات مباشرة بين دمشق وإسرائيل، بعد أن حث ترمب الشرع على الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.

مشاركة المقال: