تشهد سوريا تدهوراً زراعياً متسارعاً نتيجة التغيرات المناخية التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض الأمطار، وتكرار الجفاف. في هذا السياق، تبرز زراعة اللوز كخيار استراتيجي للتكيف مع هذه الظروف، نظراً لقدرته على تحمل الجفاف وقيمته الاقتصادية.
الدكتورة وفاء قعيم، معاون مدير إدارة بحوث البستنة ورئيس قسم بحوث اللوزيات في وزارة الزراعة، أوضحت لصحيفة "الحرية" أن اللوز يحتل مكانة متقدمة بين محاصيل الفاكهة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يزداد الطلب عليه لقيمته الغذائية والاقتصادية. يُعتقد أن زراعته بدأت منذ أكثر من 3000 عام، ويتميز بتنوع وراثي كبير.
تتمركز زراعة اللوز في مناطق المناخ المتوسطي، خاصةً في الولايات المتحدة (كاليفورنيا)، إسبانيا، إيطاليا، تركيا، والمغرب وسورية. وبلغ إنتاج اللوز العالمي حوالي 3.21 مليون طن في عام 2023، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO). وتعد الولايات المتحدة المنتج الأكبر بحصة تفوق 60%.
أشارت قعيم إلى أن المساحة المزروعة باللوز في سوريا تتجاوز 71 ألف هكتار، وعدد الأشجار المزروعة حوالي 26 مليون شجرة، أنتجت ما يقارب 135 ألف طن. وتحتل سوريا المرتبة الرابعة عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وإيران والأولى عربياً قبل المغرب والجزائر. وتأتي محافظة حمص في المرتبة الأولى من حيث المساحة.
د.قعيم: سوريا تحتل المرتبة الرابعة عالمياً بزراعته وتعاني من الاعتماد الكبير على الأصناف التقليدية ضعيفة الإنتاجية أو المعرضة للتقلبات المناخية
أكدت قعيم أن زراعة اللوز تمثل خياراً استراتيجياً في ظل التحديات المناخية، نظراً لقدرته على التكيف مع الجفاف وملاءمته للمناطق الهامشية والترب الفقيرة.
بينت قعيم أن زراعة اللوز في سورية تواجه تحديات مثل زيادة موجات الصقيع الربيعي، واختلال توزيع الأمطار، وعدم كفاية ساعات البرودة اللازمة لكسر السكون الشتوي، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على الأصناف التقليدية ضعيفة الإنتاجية.
وأشارت إلى أن اللوز يعتبر مادة خاماً للصناعات الغذائية، ودعم زراعته يحقق التنمية الريفية المستدامة ويحسن دخل الأسر الزراعية.
في الختام، أكدت الدكتورة قعيم ضرورة صياغة رؤية وطنية لتطوير زراعة اللوز في سورية، تجمع بين الأمن الغذائي والحماية البيئية والنمو الاقتصادي المستدام.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات_الحرية