الإثنين, 28 أبريل 2025 10:19 PM

المركزية واللامركزية في سوريا: أيهما يضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا وعدالة؟

المركزية واللامركزية في سوريا: أيهما يضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا وعدالة؟

يعقوب مراد - تردني كثير من الأسئلة حول الفارق بين أنظمة الحكم المركزية واللامركزية، خاصة مع تصاعد الجدل بين المكونات السورية حول شكل الحكم الأنسب لمستقبل البلاد. وللإجابة ببساطة ووضوح، أقدم هذا الشرح المختصر:

النظام المركزي: هو الذي تحتكر فيه الحكومة المركزية (غالبًا في العاصمة) السلطة والقرارات والقوانين، حيث:

  • تقوم بتعيين المحافظين والمسؤولين.
  • تدير الميزانيات الوطنية والمحلية.
  • تتحكم بجميع المؤسسات والخدمات.
  • حتى القرارات المحلية الصغيرة تحتاج موافقة الحكومة المركزية.

أمثلة على دول مركزية: مصر، فرنسا، الأردن.

أما النظام اللامركزي: يقوم على توزيع السلطة بين الحكومة المركزية وسلطات محلية (كالمجالس المحلية أو الحكومات الإقليمية)، بحيث:

  • تتخذ المناطق قراراتها بنفسها في الشؤون المحلية مثل التعليم والصحة والأمن الداخلي.
  • تمتلك صلاحيات تنفيذية وتشريعية مستقلة جزئيًا.
  • تحتفظ الحكومة المركزية بإدارة القضايا الكبرى كالدفاع والسياسة الخارجية.

أمثلة على دول لا مركزية: الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، سويسرا.

بالمختصر المفيد:

  • المركزية = كل شيء بيد العاصمة.
  • اللامركزية = توزيع السلطة بين العاصمة والمناطق.

رأيي بعض المخضرمين ما يناسب سوريا: بوجود مكونات قومية ودينية ومذهبية متعددة في سوريا (عرب، أكراد، آشوريون، سريان، شركس، علويون، دروز، مسلمون، مسيحيون...)، فإن اعتماد نظام لا مركزي ديمقراطي يبدو الخيار الأكثر عدالة واستقرارًا. اللامركزية تسمح لكل منطقة بإدارة شؤونها الثقافية والاقتصادية والإدارية وفق خصوصياتها، مع بقاء وحدة الدولة محفوظة في الملفات السيادية الكبرى. بهذا الشكل، يشعر الجميع بالشراكة الحقيقية، وينخفض التوتر، وتُبنى دولة تحترم تنوعها بدل أن تذوبه قسرًا أو تقمعه.

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: