الأحد, 18 مايو 2025 02:08 AM

المغرب يكسر الجمود ويعيد فتح سفارته في دمشق: خطوة نحو تعزيز العلاقات أم تحولات سياسية؟

المغرب يكسر الجمود ويعيد فتح سفارته في دمشق: خطوة نحو تعزيز العلاقات أم تحولات سياسية؟

أعلن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عن إعادة افتتاح سفارة المغرب في سوريا، بعد إغلاق دام منذ عام 2012. جاء هذا الإعلان خلال مشاركته في أعمال القمة العربية المنعقدة في بغداد، وذلك في رسالة موجهة من ملك المغرب، محمد السادس، إلى القادة العرب المجتمعين.

أكد بوريطة أن "المغرب قرر فتح سفارته في سوريا التي أغلقت عام 2012، ونأمل أن يسهم ذلك في تعزيز العلاقات الأخوية والثنائية بين البلدين". وجددت رسالة الملك المغربي دعم ومساندة الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في الحرية والأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة تراب سوريا وسيادتها.

وكان العاهل المغربي، محمد السادس، قد بعث برسالة تهنئة إلى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، يهنئه بإعلان توليه رئاسة البلد في المرحلة الانتقالية في 4 من شباط الماضي. وفي 30 كانون الأول 2024، تلقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اتصالًا من نظيره المغربي، ناصر بوريطية، وأكد الوزير دعم المغرب للشعب السوري، ودعمه لسيادة سوريا ووحدة أراضيها والقواسم المشتركة بين البلدين".

توقفت العلاقات بشكل نهائي بين النظام السوري السابق والمغرب منذ تموز عام 2012، حين تبادل الطرفان طرد السفراء، وعللت الخارجية المغربية، حينها، هذه الخطوة، بفشل الجهود التي بذلتها للتسوية في سوريا، بينما جاءت خطوة النظام على مبدأ "المعاملة بالمثل".

قبل عام 2012، شاب التوتر العلاقات بين المغرب والنظام السوري، بسبب دعم الأخير لجبهة "بوليساريو"، واعترافه في 15 من نيسان 1980 بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي تعدها المغرب "حركة انفصالية تسعى لزعزعة أمن المملكة".

منتصف نيسان 2023، تحدث مصدر دبلوماسي كان ضمن البعثة الدبلوماسية السورية السابقة في المملكة المغربية، عن محاولات مغربية سابقة لفتح قنوات تواصل بوساطة سلطنة عمان، لبحث مسألة سحب اعتراف النظام بجبهة "بوليساريو"، بحسب ما نقله عنه موقع "أثر" المحلي.

وقال المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، إنه في الآونة الأخيرة لم تتدخل دمشق في مسألة "بوليساريو" حتى في الاجتماعات الدولية، بحيث كان الموضوع متروكًا للجنة إنهاء الاستعمار في الأمم المتحدة. وأكد المصدر أن النظام ليست لديه أي مصلحة بأي علاقات متوترة في المنطقة خاصة مع الجزائر، نظرًا إلى أن مسألة "بوليساريو" "حساسة جدًا" للجزائر أيضًا، قائلًا، "لا أظن أن يكون هناك أي وعد سوري للمغرب إزاء مسألة الصحراء الغربية".

وبحسب "أثر"، سمح النظام السوري في السنوات القليلة الماضية بالتوافق مع الجزائر، بفتح مكتب خاص يمثل "حكومة الصحراء الغربية" (بوليساريو) المدعومة من الجزائر، دون تأكيد فيما إذا كان المكتب موجودًا أم أُغلق.

لكن وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال برنامج "بلا حدود" الذي بثته قناة "الجزيرة" القطرية عام 2019، قال إن "المغرب لم يقطع العلاقات مع سوريا ولم يغلق السفارة في 2012"، مضيفًا أن ما حدث هو أن الطاقم الدبلوماسي السوري ترك الرباط، والطاقم الدبلوماسي المغربي ترك دمشق وهو الآن في بيروت.

وحول موقف المغرب حينها من عودة النظام إلى الجامعة العربية، قال بوريطة، إن هناك حاجة أولًا إلى "دور وتنسيق عربي" قبل اتخاذ أي قرار، وربط ذلك بكيفية مساعدة هذا الدور على "حلحلة" المسار السياسي في سوريا.

مشاركة المقال: