الأربعاء, 30 أبريل 2025 09:04 PM

باحث سوري يحول أنقاض الحرب إلى منازل: مشروع لإعادة تدوير مواد البناء في سوريا

باحث سوري يحول أنقاض الحرب إلى منازل: مشروع لإعادة تدوير مواد البناء في سوريا

سلطت وسائل إعلام ألمانية الضوء على باحث سوري توصل إلى طريقة علمية لإعادة تدوير المنازل المدمرة في الحرب، من خلال فرز نفايات البناء المختلطة إلى مواد خام ثانوية نقية. تم عرض هذا المشروع ضمن ورشة عمل دولية في مدينة فايمار من قبل المركز الفني التابع لشركة IAB Weimar.

وبحسب تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية، يهدف المهندس المدني د. عارف السويداني، القادم من دمشق، إلى إعادة بناء بلاده من أنقاض المدن التي تعرضت للقصف، وبناء منازل جديدة من الحجارة القديمة، ومن مواد البناء المعاد تدويرها بعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب والدمار.

في عام 2013، قدرت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة عدد المنازل التي دمرتها الحرب في سوريا بنحو 1-5 مليون منزل. ويقول السويداني إن "زلزال عام 2023 لم يؤد إلا إلى تفاقم المشكلة".

الخبير في إعادة تدوير مواد البناء يرى أن "مخلفات الحرب هذه ليست نفايات، بل هي مورد مهم لبناء المباني الجديدة"، ولذلك بدأ في فايمار (تورينغن) مشروعاً تجريبياً للمساعدة في إعادة الإعمار من خلال إعادة التدوير.

الاقتصاد الدائري المستدام ليس شائعاً في سوريا، وكان السويداني، الذي عمل مدرساً في جامعات دمشق، هو الوحيد في هذا المجال، حتى لحقت به أهوال الحرب و"قُتل ابن شقيقه على يد نظام الأسد".

في عام 2022، هرب مع عائلته إلى ألمانيا والتحق بمعهد أبحاث البناء التطبيقي (IAB) في فايمار كأستاذ زائر، حيث يعمل الآن باحثًا أول في تطوير تقنيات جديدة لصناعة البناء. ويدير ورشة عمل تبلغ مساحتها 650 مترًا مربعًا تابعة لـ IAB في فايمار، يتم من خلالها إجراء أبحاث حول عمليات إعادة تدوير مواد البناء التي يمكن أن تساعد قريبًا في إعادة الإعمار في سوريا.

وحول ماهية المشروع وكيفية إعادة تدوير بقايا المنازل، يتم سحق الحطام في ما يسمى بالكسارة، وإزالة الشوائب (الفولاذ) والمواد الملوثة (الأسبستوس). ويتم بعد ذلك فصل مواد البناء (الخرسانة والطوب والحجر الجيري والجص) عن بعضها البعض في آلة فرز مدعومة بأجهزة استشعار.

ويتم فرز البقايا التي يتم سحقها بواسطة الكسارة، مثل الحجر الجيري والجص والطوب والجص، من أجل إعادة استخدامها كمواد بناء.

وعرض السويداني "نموذج عمل" عبارة عن مكعب مصنوع من الخرسانة المعاد تدويرها، حيث تظهر فيه شوائب مواد البناء المعاد استخدامها بوضوح بالألوان على جنبات المكعب.

ويمكن للأنظمة المتنقلة تنفيذ هذه المهام مباشرة في الموقع في سوريا، وبالتالي الحفاظ على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منخفضة أثناء إعادة إعمار البلاد. وفي غضون عشر سنوات، قد تكون عملية إعادة بناء "سوريا المشرقة" على قدم وساق.

د. عارف سويداني باحث سوري حاصل على الدكتوراه في الهندسة الإنشائية.

مشاركة المقال: