رغم مرور 24 ساعة على منشور صفحة "رامي مخلوف" على فيسبوك، لم يتحول المنشور إلى واقع ملموس على الأرض، وهو ما يعتبر مؤشراً إيجابياً بالنظر إلى هشاشة الأوضاع في البلاد وإمكانية إشعال العنف بسهولة.
سناك سوري – دمشق
الردة الفعل الأبرز كانت الخوف من أن يستخدم المنشور كذريعة لارتكاب أعمال عنف جديدة في الساحل السوري. إلا أن المنشور بقي محصوراً في وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يشعل فتيل العنف كما حدث في 6 آذار. السلطات السورية الانتقالية تعاملت مع الأمر بلامبالاة علنية، مما ساهم في احتواء الموقف ومنع تداعياته على الأرض.
يرى الكثيرون أن هذا يمثل تطوراً في تعامل السلطات مع الأحداث، حيث أصبح رد الفعل الشعبي مرتبطاً بموقف السلطة، مما يحملها مسؤولية أكبر في إدارة ردود الأفعال وضبط الخطاب التحريضي.
على الجانب الآخر، لم يترجم منشور "مخلوف" إلى أي تحركات على الأرض في الساحل السوري، رغم معاناة الأهالي هناك بعد أحداث آذار. ويعزو مصدر محلي ذلك إلى أن الناس اختاروا عدم اللجوء إلى العنف، وأن المجتمعات في الساحل السوري اختارت الانخراط في التغيير منذ 8 كانون الأول 2024، ولا تريد العودة إلى الوراء. ويشير المصدر إلى الكم الهائل من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي ترفض محتوى المنشور المنسوب لرامي مخلوف، بما في ذلك بيان أهالي قرية بستان الباشا، مسقط رأس مخلوف، والذي وقعه أفراد من عائلته وأقاربه.
منشور رامي مخلوف المثير للسخرية
أثار منشور على صفحة رجل الأعمال "رامي مخلوف" حول تشكيل 15 فرقة عسكرية قوامها 150 ألف جندي وقوة احتياطية مماثلة للدفاع عن "الساحل السوري" موجة من السخرية والتحذيرات من تأثيره على الأرض. "مخلوف" تحدث عن مجازر الساحل، ووصف "الأسد" بـ "المزيف"، وقال إنه استبعده ومن معه، بمن فيهم "القائد النمر أبو الحسن"، في إشارة إلى "سهيل الحسن".
وقال "مخلوف" إنه عمل مع "النمر" لعدة أسابيع لتشكيل 15 فرقة قوامها 150 ألف جندي وقوة احتياطية مماثلة، وإنه هيأ لجاناً شعبية تصل إلى مليون شخص، داعياً الحكومة السورية للتعاون لتوفير الأمان في "إقليم الساحل السوري"، واقترح أن تكون راية الإقليم هي العلم الأحمر والأبيض والأسود، وهو العلم الذي كان يعتمده النظام السابق. واختتم "مخلوف" منشوره بمناشدة المجتمع الدولي، وعلى رأسه "روسيا"، لرعاية "الساحل السوري" مقابل تسخير كل الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية والشعبية ووضعها تحت الإشراف الروسي.
أثار حديث "مخلوف" سخرية واسعة بسبب عدم منطقيته، خاصة فيما يتعلق بتجنيد مليون و300 ألف شخص، أو حتى 150 ألف شخص ضمن "القوات الخاصة"، نظراً لضخامة العدد واستحالة وجود هذه الأرقام على الأرض دون أن يلاحظها أحد، بالإضافة إلى التمويل والتسليح والإمدادات اللوجستية اللازمة لذلك.
تشكيك بصحة الصفحة.. ورامي لا ينفي
شكك متابعون في حقيقة الصفحة، مشيرين إلى أنها كانت تحمل اسم "ماهر الأسد" حتى عام 2015، ثم تغيرت إلى "رامي مخلوف الأسد" حتى عام 2016، ثم إلى "رامي مخلوف". ومع ذلك، فهي نفس الصفحة التي كان "مخلوف" ينشر عليها منشوراته ومقاطعه المصورة في عهد النظام السابق. وأشار البعض إلى احتمال اختراق الصفحة لكتابة هذا المنشور، وما يحمله ذلك من مخاطر إشعال الفتنة في الساحل السوري، واعتباره ذريعة لارتكاب أعمال عنف على أساس طائفي كما حدث في آذار الماضي.
إلا أن "رامي مخلوف" لم ينفِ أو يؤكد صحة المنشور حتى الآن، على الرغم من مرور 48 ساعة. ويرى الكثيرون أن مثل هذه الأمور تتطلب فيديوهات مباشرة وليس مجرد منشورات نفي وتأكيد، مشيرين إلى مخاوف من أن يكون هناك من يحاول إثارة الفتنة عبر منشورات وهمية.
الساحل السوري.. البيئة المستهدفة
منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، ينشغل الكثيرون بالساحل السوري بشكل سلبي، بين دول تحاول العبث بأمنه واستقراره، ومتطرفين يحرضون على أهله ويسيؤون لهم، ومسلحين عبثيين. وقد شهد الساحل السوري أعمال عنف مروعة في 6 آذار وما بعدها، راح ضحيتها أكثر من 1600 مدني، وتركت جراحاً كبيرة في المشهد الوطني السوري. وقد عقدت أحداث الساحل السوري موقف السلطات الانتقالية أمام المجتمع الدولي وأساءت للمجتمع السوري.
في جولة لسناك سوري يوم أمس الأحد في اللاذقية بدت الحركة طبيعية في الأسواق والشوارع.