الأحد, 20 أبريل 2025 05:08 AM

بعد 14 عامًا: كيف قمع نظام الأسد بوحشية اعتصام الساعة في حمص؟

بعد 14 عامًا: كيف قمع نظام الأسد بوحشية اعتصام الساعة في حمص؟

تمر الذكرى الرابعة عشرة لاعتصام الساعة هذا العام، بينما يتذكر السوريون تلك اللحظات الحاسمة في تاريخ ثورتهم. اعتصام الساعة في حمص، الذي بدأ في 18 نيسان/أبريل 2011، يمثل نقطة تحول في الثورة السورية، حيث كشف النظام عن استعداده الكامل للقضاء على أي تحرك سلمي يهدد بقاءه.

تجلت وحشية النظام في فض الاعتصام، في مشهد يعيد إلى الأذهان صورًا مماثلة من تاريخ الديكتاتوريات، مثل مجزرة ميدان تيانانمين في بكين (1989) ومجزرة سانتا ماريا في تشيلي (1907).

شهادات المشاركين في الاعتصام والجنود الذين شاركوا في فضه تتفق على التنظيم الممنهج الذي اتبعته قوات الأسد للقضاء على هذا الحراك السلمي الأول من نوعه. وبحسب الشهادات، لم يخف النظام نيته إنهاء الاعتصام بكل الوسائل، ولذلك سعى أولاً إلى المفاوضات عبر وجهاء حمص، بمن فيهم أحد شيوخ المدينة الذي نقل رسالة "القيادة" بضرورة فض الاعتصام لتجنب مجزرة وشيكة.

الناشط الحقوقي عمر إدلبي، أحد المشاركين في الاعتصام، وصف كيف شاركت مختلف شرائح المجتمع في حمص في الاعتصام عقب تشييع شهداء مجزرة باب السباع. وأكد أن قوات النظام أطلقت النار بشكل كثيف ومباشر على المعتصمين، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، في ظل انقطاع شبه كامل للاتصالات الهاتفية عن المدينة.

إدلبي، وهو أحد مؤسسي لجان التنسيق المحلية في سوريا، وثق هذه المجزرة وكتب لاحقًا عن محاولات التشكيك في وقوعها، مؤكدًا على أهمية توثيق هذه الجرائم وعدم نسيانها.

لا تزال أعداد الضحايا مجهولة حتى الآن، باستثناء شهادات جنود منشقين وموظفين في خدمات الإطفاء الذين نقلوا شهادات عن تحميل جثث الضحايا بالجرافات في سيارات بيك آب قبل تنظيف الساعة فجر ذلك اليوم، في محاولة لمحو آثار جريمة ما زالت تفاصيلها غامضة.

منظمة هيومن رايتس ووتش نقلت شهادة جندي منشق شارك في فض الاعتصام، قال فيها: "جلس المتظاهرون في الساحة. قيل لنا أن نفرقهم باستخدام العنف إذا لزم الأمر. كنا هناك مع فرع أمن القوات الجوية والجيش والشبيحة. قرابة الثالثة والنصف صباحاً وصلنا أمر من العقيد (عبد الحميد إبراهيم) من أمن القوات الجوية بإطلاق النار على المتظاهرين".

وأضاف الجندي: "رحنا نطلق النار لنحو نصف ساعة. كان هناك العشرات والعشرات من القتلى والمصابين. بعد ذلك، وصلت جرافات وعربات إطفاء. رفعت الجرافات الجثامين ووضعوها على ظهر شاحنة. لا أعرف إلى أين أخذوها. ونقل المصابون إلى المشفى العسكري في حمص. وبدأت عربات الإطفاء بتنظيف الساحة".

جندي آخر أفاد بأن المقتحمين تلقوا تعليمات باستخدام القوة المفرطة لتفريق الاعتصام بأي ثمن، ما يؤكد هدف النظام لإيصال رسالة واضحة إلى المحتجين في حمص وبقية المدن والمناطق الثائرة الأخرى بأن النظام سيضرب بيد من حديد كل من يفكّر بالمشاركة ضمن الأنشطة المدنية السلمية، الأمر الذي تكرر في جميع المناطق الثائرة ضده.

زمان الوصل

مشاركة المقال: