الأحد, 8 يونيو 2025 07:59 PM

بوليفارد النصر في حمص: مشروع عمراني ضخم يثير جدلاً حول الأولويات وحقوق الملكية

بوليفارد النصر في حمص: مشروع عمراني ضخم يثير جدلاً حول الأولويات وحقوق الملكية

أعلنت شركة العمران للتطوير العقاري رسميًا عن إطلاق مشروع تطوير عمراني ضخم في مدينة حمص تحت اسم "بوليفارد النصر"، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها لإعادة إعمار أجزاء من حمص المدمرة، عبر خطة متكاملة تشمل تطوير المنطقة التي يشملها المشروع، وفعاليات عقارية واستثمارية، وحديقة عامة ضخمة تحتوي على مرافق ترفيهية متنوعة. ويشير مصطلح بوليفارد إلى شارع عريض محاط بالخدمات التجارية والترفيهية ويتضمن أبنية سكنية وتجارية وحدائق وساحات عامة ومناطق مخصصة للأعمال والاستثمار.

وبحسب ما تم الإعلان عنه، يمتد المشروع من بداية شارع نزار قباني حتى منطقة الميماس، ويشمل أحياء مثل القرابيص وسوق الهال، بمحاذاة منطقة الصناعة. وسيتضمن المشروع أبنية سكنية وتجارية، وحدائق عامة، ومناطق مخصصة للأعمال، إلى جانب مرافق ترفيهية وسياحية.

أكدت مصادر إعلامية أن شركة العمران، وهي شركة سعودية مملوكة لرجل الأعمال السوري رفاعي الحمادي، تسعى لجعل هذا المشروع باكورة أعمالها في سوريا، حيث تلتزم بإدخال المعايير العالمية في التصميم والتنفيذ، بالإضافة إلى تشغيل وتدريب الكوادر المحلية.

يمثل مشروع "بوليفارد النصر" مبادرة عمرانية طموحة في قلب مدينة حمص، إلا أنه يُواجه تحديات تتعلق بالشفافية، والملكية، وأولويات الإعمار. وبينما يراه البعض فرصة تنموية واعدة، يرى آخرون أنه يستوجب مراجعة قانونية وتمثيلية دقيقة لضمان شمول جميع الأطراف المعنية، وحفظ حقوق المتضررين والمجتمع المحلي بشكل عادل ومتوازن.

وقد عبّر بعض أهالي حمص عن تفاؤلهم بهذا الإعلان، معتبرين أنه قد يكون مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاستقرار في المدينة، مع الإشارة إلى أهمية وجود تعويضات عادلة لأصحاب الممتلكات المتضررة وضرورة تمثيلهم في العقود ذات الصلة.

في المقابل، أثار المشروع موجة من ردود الفعل المتباينة على منصات التواصل الاجتماعي: وأكد عبد الرحمن عبارة أن الأرض التي سيقام عليها المشروع أراضٍ متنازع عليها، وتعود ملكيتها لعائلات مثل آل الحسيني، آل الجندي، وآل عبارة، مع وجود قضايا قضائية لم تُحسم بعد، ما يطرح تساؤلات قانونية حول شرعية الإعلان دون الرجوع إلى جميع المالكين.

وبدورها أكدت الباحثة ريم تركماني أهمية وجود قوانين تنظم عملية إعادة الإعمار وحقوق الملكيات، محذّرة من تجاهل أصحاب الحقوق الأصليين، وداعية إلى تشكيل لجان تمثلهم لضمان الشفافية والعدالة في العملية.

مستخدمون آخرون من بينهم روح وحسان الجنيات تساءلوا عن أولويات الإعمار، منتقدين تهميش أحياء دفعت "ثمناً دموياً" مثل الخالدية وجورة الشياح، مطالبين بالتركيز على إعادة إعمار هذه المناطق قبل التوجه نحو مشاريع استثمارية ضخمة.

وطالب أبو العبد الحمصي بإعادة هذه الأراضي المغتصبة من أصحابها إلى ملاكيها وصرف الأموال في ترميم منازل الناس الذين لا يملكون القدرة على ترميمها قبل التفكير بمثل هذه المشاريع". فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: