في محاضرة ثقافية أقيمت في المركز الثقافي في المزة، قدم الباحث الدكتور أنس تللو عرضاً بعنوان "بيت المونة الدمشقي". تناول العرض هذا النمط التراثي المعماري والغذائي كمنظومة متكاملة تعكس الحياة الدمشقية القديمة بكل تفاصيلها النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
أوضح تللو أن بيت المونة ليس مجرد مكان لحفظ الطعام، بل هو امتداد للتقاليد التربوية والمهارات المنزلية التي توارثتها النساء الدمشقيات عبر الأجيال. وأشار إلى ارتباطه بالأمثال الشعبية والعلاقات الأسرية، حيث كانت كل سيدة تطوّر أسلوبها الخاص في التخزين، ما جعل من بيت المونة جزءاً من الهوية الدمشقية.
استعرض الباحث طرق حفظ المواد الغذائية في غياب وسائل التبريد الحديثة، مثل تصميم القوالب وتخصيص القبو كمكان مثالي للتخزين. إضافة إلى ذلك، عرض مشاهد من طقوس تحضير المونة التي كانت تجمع أفراد الأسرة في أجواء من التآلف والانسجام.
تطرّق تللو إلى أبرز أصناف المونة، مثل المكدوس، مربى الباذنجان، ورق العنب، اللبنة، الزعتر، وتجفيف البندورة والبقوليات. وأشاد بدقّة ربات البيوت في اختيار التوابل والخمائر الطبيعية التي تعزز الصحة وتقلل التكاليف.
وفي ختام المحاضرة، دعا تللو إلى إدماج هذا التراث في المناهج التعليمية، واقترح أن يصطحب الأهالي أطفالهم إلى مثل هذه الندوات لتعزيز الوعي الثقافي وربط الأجيال الجديدة بجذورها الدمشقية.