يتكرر سؤال “هيام” لمحاسب الإدارة حول موعد تسليم الرواتب، لكن الجواب يبقى نفسه: “مافي شي مبين”. هذا الوضع ينطبق أيضاً على رواتب متقاعدي التأمين والمعاشات في السويداء، الذين لم يتمكنوا من الحصول عليها حتى بعد مرور 20 يوماً من شهر آب الجاري.
“رهان حبيب” موظفة في المصالح العقارية، تنتظر راتبها بفارغ الصبر منذ بداية الشهر، خاصة بعد نزوحها من منزلها في قرية “الثعلة” واضطرارها لاستئجار منزل جديد. كانت تأمل أن يساعدها الراتب، مع الزيادة، في تغطية جزء من التزاماتها. وتضيف لـ”سناك سوري”: «منذ أيام، أخبرتني صديقة في مديرية الزراعة أنهم استلموا رواتبهم، وكذلك عمال الاتصالات، لكن باقي الموظفين ما زالوا ينتظرون».
حاول “سناك سوري” التواصل مع مسؤولين محليين، لكن لم يحصل على رد، ولا أحد يعلم متى سيتم صرف الرواتب بسبب مشكلة عدم توفر السيولة.
العم “نائل”، وهو متقاعد سبعيني يتقاضى راتبه من التأمين والمعاشات ووطّن راتبه في المصرف العقاري، يقول إنه يتردد على المصرف منذ أسبوعين دون جدوى. وأضاف أنه تمكن من الاستعلام عن راتبه وتأكد من وصوله، لكن لا توجد سيولة في الصراف ليتمكن من سحبه. ويضيف: «في كل مرة أستدين أجرة السرفيس أو أمشي أكثر من أربعة كيلومترات على أمل الحصول على الراتب، وفي كل رحلة أصاب بالتعب والإرهاق».
الوضع مماثل للمتقاعدين الذين وطنوا رواتبهم لدى المصرف التجاري، حيث يضطرون للوقوف لساعات طويلة. وتكمن المشكلة الأخرى في أن المتقاعد، حتى في حال توفرت السيولة، قد لا يحصل على راتبه كاملاً، وقد يضطر للحضور مرة أخرى لاستلام المبلغ المتبقي.
في سياق متصل، استأنفت شركة الهرم عملها في السويداء قبل أيام، من خلال مكتبها في سوق الكهرباء، الذي يقدم خدمة إرسال واستقبال الحوالات وكذلك صرف الرواتب التي تصل عبر تطبيق شام كاش. لكن المشكلة تكمن في الازدحام الشديد، حيث أن المكتب هو الوحيد التابع للهرم الذي يعمل في محافظة السويداء، بالإضافة إلى أن غياب الشبكة يطيل مدة الانتظار.