الإثنين, 29 سبتمبر 2025 02:06 AM

تألق سوري في "الموريكس دور": جوائز للإبداع في الخارج وغياب للدعم في الداخل

تألق سوري في "الموريكس دور": جوائز للإبداع في الخارج وغياب للدعم في الداخل

عنب بلدي – كريستينا الشماس

على مر السنوات، حافظ الفنانون السوريون على حضورهم القوي في المهرجانات العربية والدولية، حيث حصدوا العديد من الجوائز والتكريمات في دول عربية مختلفة مثل مصر ولبنان والسعودية. ومؤخرًا، نالوا جوائز في الدورة الـ 25 من مهرجان "الموريكس دور"، الذي أقيم في بيروت، العاصمة اللبنانية، في 21 أيلول الحالي.

كانت الجائزة الأولى من نصيب الفنان السوري تيم حسن، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل عربي عن دوره في مسلسل "تحت سابع أرض"، الذي عُرض في رمضان 2025. كما حاز المسلسل نفسه على جائزة أفضل مسلسل عربي.

الفنانة السورية كاريس بشار فازت بجائزة أفضل ممثلة عربية عن دورها في مسلسل "تحت سابع أرض"، لكنها لم تتمكن من حضور الحفل.

أما الممثلة شكران مرتجى، فقد حصلت على "موركس تكريمي" عن مجمل مسيرتها الفنية، وعن دورها في المسلسل المعرّب "لعبة حب"، الذي عُرض في 2024.

صانعة المحتوى السورية بيسان إسماعيل فازت بجائزة "تريند العام النسائي".

حضور الفنانين السوريين وفوزهم بالجوائز يسلط الضوء على إبداعهم وقدرتهم على تمثيل ثقافتهم خارج حدود البلاد. ومع ذلك، يلاحظ أن هؤلاء الفنانين لا يجدون في بلدهم الاهتمام والدعم الموازي، حيث يغيب التكريم المحلي وتندر المهرجانات الفنية والفعاليات الكبرى منذ عهد النظام السابق حتى الآن.

هذا التناقض يثير تساؤلات حول دور وزارة الثقافة السورية اليوم وقدرتها على احتضان المشهد الفني. ففي حين تنظم دول عربية مهرجانات دورية تستقطب فنانين من مختلف أنحاء العالم، تبدو سوريا بعيدة عن هذا الحراك الثقافي، على الرغم من تاريخها الطويل في احتضان المسرح والسينما والغناء والفنون التشكيلية.

تكريم خارجي.. غياب داخلي

يرى الناقد والصحفي السوري جوان الملا، في حديثه لعنب بلدي، أن تكريم الفنانين السوريين في الخارج يحمل أهمية كبيرة للمشهد الثقافي، ليس فقط على مستوى الأفراد، بل على صورة سوريا الثقافية ككل.

وأوضح الملا أن حضور وتكريم الفنانين السوريين في المهرجانات العربية والعالمية يعكس صورة إيجابية عن الفن والثقافة السورية ويرفع من شأنها. وأشار إلى أن تكريم الفنان السوري ليس بالأمر الجديد، فمنذ سنوات طويلة، حتى قبل بدء الثورة السورية، كان الفنانون السوريون يحظون بتقدير واسع ومحبة في العالم. واعتبر أن استمرار هذا الحضور ضروري لبقاء الثقافة السورية على الساحة العربية والعالمية.

في المقابل، انتقد الملا وزارة الثقافة، معتبرًا أن هناك "تقصيرًا شديدًا في عملها". وأضاف: "لا أرى أن الوزارة تقوم بأي شيء مهم للفن في سوريا حاليًا، فلا توجد خطة واضحة للمسارح أو المراكز الثقافية أو الدراما أو الغناء أو الفنون التشكيلية".

وزارة غائبة.. ما المطلوب؟

يرى الناقد والصحفي السوري جوان الملا أنه منذ سقوط النظام السابق، لا توجد أي خطة استراتيجية واضحة لوزارة الثقافة، فلا توجد عروض على المسارح، ودار "الأوبرا" شبه متوقفة إلا في بعض المناسبات، مما يعكس غياب دعم حقيقي لهذه القطاعات.

ويعتقد الملا أنه كان بإمكان الوزارة، لو أرادت، أن تقيم مهرجانات وتكريمات "كما تفعل دول أخرى".

مدير المؤسسة العامة للسينما، جهاد عبدو، صرح لعنب بلدي بأن المؤسسة تعتزم، بعد الانتهاء من تظاهرة أفلام الثورة السورية في المحافظات السورية، إقامة أسابيع عروض سينمائية لإعادة إحياء السينما وبناء جسور الثقة مع الجمهور.

ولا ينكر الملا أن تنظيم المهرجانات الفنية يتطلب بالدرجة الأولى توفر الأمن والاستقرار، لأنهما أساس جذب الجمهور واستقطاب الفنانين من الخارج. وأضاف أنه قبل سقوط النظام السابق كانت هناك فعاليات فنية وعروض في دار "الأوبرا"، إلا أنها غابت الآن، فلم تشهد المحافظات السورية أي فعاليات أو مهرجانات خلال فصل الصيف، كما كان من قبل.

حاولت عنب بلدي التواصل مع وزارة الثقافة للحصول على توضيحات حول خططها لإعادة تفعيل الفعاليات الفنية وإقامة مهرجانات ثقافية، لكنها لم تتلق ردًا حتى لحظة تحرير المادة.

ويقترح الملا لإصلاح هذا الواقع البدء بخطوات عملية، محددًا أولويات يجب على الوزارة العمل عليها:

  • إعادة الهيكلة الإدارية: إعادة النظر بالكوادر القائمة على المسارح والسينما والمراكز الثقافية، وتعيين أشخاص ذوي كفاءة في مواقعهم.
  • تأهيل البنية التحتية: إعادة تأهيل المسارح ودور السينما القليلة التي تعاني من أوضاع متردية، من المقاعد إلى المعدات والأرضيات وحتى الحمامات، ما يتطلب إعادة تأهيل شاملة.
  • إشراك القطاع الخاص: تشجيع الإنتاج السينمائي والمسرحي السوري، والعمل على خطة لافتتاح دور سينما ومسارح جديدة أو تأهيل القديمة منها، مثل سينما "السفراء" و"الفردوس"، ومسرح "الخيام" و"راميتا".
  • دعم الوسط المسرحي والسينمائي: توفير كوادر بشرية ومدرّسين مؤهلين للمعهد العالي للمسرح والسينما، وتأهيل الاستوديوهات والمسارح التابعة لهما من الناحية الاستراتيجية بشكل كامل.
  • استقطاب الاستثمارات: جذب رؤوس أموال عربية وأجنبية للاستثمار في السينما والمسرح السوريين داخل سوريا لا خارجها.
مشاركة المقال: