السبت, 6 سبتمبر 2025 01:29 AM

تحالف روسي صيني: هل يشكل "محور اضطرابات" لنظام عالمي جديد؟

تحالف روسي صيني: هل يشكل "محور اضطرابات" لنظام عالمي جديد؟

في الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في شرق آسيا، وفي ظل تعقيدات دولية متزايدة، تتجه القوى العالمية نحو سياسة التحالفات والتكتلات، في وضع يذكر بما قبل الحرب الكبرى.

استغلت الصين ذكرى انتصارها على اليابان بعرض عسكري ضخم في ميدان تيان آن مين في بكين، استعرضت فيه أسلحة جديدة تدخل الخدمة للمرة الأولى، خاصة في المجالات التقنية والسيبرانية والبحرية. العرض العسكري المهيب، الذي استمر لأكثر من ساعة، صاحبه عرض سياسي لا يقل أهمية، وربما يحمل رسالة أقوى.

شهدت القمة الآسيوية تجمعًا رباعيًا قويًا ضم الرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بالإضافة إلى قادة آسيويين وأفارقة آخرين شاركوا في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون". يرى باحث روسي مخضرم أن هذا التجمع يدل على أن "روسيا والصين تواجهان خططًا غربية لعسكرة آسيا"، مضيفًا أن "بكين تقود تحالفًا دوليًا آسيويًا جديدًا بالشراكة مع روسيا، وهذا التحالف يؤدي دورًا كبيرًا في تصحيح أخطاء غربية في المنطقة".

أثار هذا المشهد حفيظة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اعتبره "تآمرًا على الولايات المتحدة". ورد الرئيس الروسي بتعليق ساخر: "رئيس الولايات المتحدة يتمتع بحس الفكاهة، كل شيء واضح، نعرف هذا جيدًا". زيارة بوتين إلى بكين، التي استمرت أربعة أيام، حملت رسائل قوية للحلفاء والخصوم، بعد أيام قليلة من قمتهما التاريخية في ألاسكا.

أكدت روسيا والصين أنهما في طليعة حلف دولي يواجه الغرب. ويرى أندريه كيرسانوف، الباحث المتخصص في الشأن الروسي، أن زيارة بوتين إلى الصين كانت "ماراثونًا من اللقاءات والمحادثات التي أثمرت نتائج ملموسة على مستويات وقطاعات مختلفة".

أوضح كيرسانوف أن محادثات بوتين مع الزعماء الآسيويين هي "محاولة جديدة وجبارة لمواجهة الهيمنة الأميركية التي عانت منها العلاقات الدولية المعاصرة لسنوات طويلة"، مؤكدًا أن ما نشاهده اليوم هو "خطوة جديدة اتخذها شركاء روسيا نحو إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب".

وصف محللا السياسة الخارجية أندريا كيندال تايلور وريتشارد فونتين، من "مركز الأمن الأميركي الجديد"، الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران بـ "محور الاضطرابات" في مقالة نشرتها مجلة "فورين أفيرز" في أبريل 2024، معتبرين أن هذه الدول تسعى إلى قلب النظام الدولي الذي يقوده الغرب وإضعاف النفوذ الأميركي. ورغم عدم وجود تحالف رسمي، فإن التعاون المكثف بين هذه الدول يعزز تأثيرها الجماعي.

أعلن بوتين عن اتفاقيات بشأن "قوة سيبيريا-2"، وهو خط الغاز المزمع إنشاؤه بين روسيا والصين عبر منغوليا، واصفًا إياه بأنه نتيجة عمل طويل الأمد بين البلدين. وأشار كيرسانوف إلى أن المحادثات أدت إلى زيادة حجم نقل الغاز الروسي عبر مشروعي "قوة سيبيريا-2" و"سويوز فوستوك" إلى 50 مليار متر مكعب سنويًا، متوقعًا أن تصل حصة روسيا في تلبية احتياجات الصين من الغاز الطبيعي إلى 40% بحلول عام 2030.

وفيما يتعلق بالعلاقات الروسية الهندية، ناقش الجانبان زيادة حجم نقل موارد الطاقة الروسية إلى الهند لتجاوز العقوبات الغربية، مما يوضح نمو دور دول تحالف "بريكس" ودول أعضاء في منظمة "شانغهاي" في إدارة الشؤون الدولية.

أما بالنسبة للمسائل العسكرية، فقد نشرت صحيفة "تلغراف" تقريرًا بعنوان "كيف تقوم الصين بتسليح روسيا سرًا؟"، كشفت فيه عن إرسال الصين تقنيات حديثة إلى روسيا لصناعة المسيرات. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي صرح لمسؤولين أوروبيين بأنه لا يستطيع تحمل خسارة روسيا للحرب، لأن ذلك سيسمح للولايات المتحدة بتوجيه اهتمامها الكامل إلى الصين.

مشاركة المقال: