حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من تجدد نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا، مشيرة إلى استعادته لقوته عبر استقطاب مقاتلين جدد وزيادة عدد هجماته. يأتي هذا التحذير بناءً على معلومات من مسؤولين في الأمم المتحدة والولايات المتحدة، مما يزيد من خطر عدم الاستقرار في البلاد.
على الرغم من أن التنظيم أضعف بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمان، عندما سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، يحذر الخبراء من قدرته على تحرير آلاف المقاتلين المحتجزين لدى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). ويُحتجز ما بين 9000 و10000 مقاتل من داعش وحوالي 40 ألفًا من أفراد عائلاتهم في شمال شرق سوريا، وهو ما يمثل تهديدًا كبيرًا.
كولين كلارك، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة صوفان، يرى أن السجون والمعسكرات تمثل "جوهرة تاج تنظيم الدولة"، حيث يتواجد المقاتلون ذوو الخبرة. ويضيف أن فتح هذه السجون سيعزز جهود التجنيد التي يبذلها التنظيم.
في آذار الماضي، قدم كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية تقييمهم السنوي للتهديدات العالمية إلى الكونجرس، وخلصوا إلى أن داعش سيحاول استغلال أي فراغ أمني لتحرير السجناء وإعادة بناء قدراته الهجومية.
الولايات المتحدة ضاعفت عدد قواتها البرية في سوريا إلى 2000 جندي، ونفذت ضربات ضد معاقل داعش في الصحراء السورية، مما قلل من التهديد المباشر. وتأمل واشنطن في أن تتعاون الحكومة السورية الجديدة في محاربة التنظيم، وتشير إلى معلومات استخباراتية قدمتها ساهمت في إحباط هجمات في دمشق.
على الرغم من تراجع سيطرته على الأراضي، لا يزال داعش ينشر أيديولوجيته المتطرفة عبر خلايا سرية وفروع إقليمية وعبر الإنترنت. وأعلن مسؤوليته عن 294 هجومًا في سوريا عام 2024، مقارنة بـ 121 هجومًا في 2023، وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية.
وتواصل واشنطن عملياتها ضد داعش في سوريا والعراق، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) مقتل عبد الله مكي مصلح الرفاعي، الملقب بـ "أبو خديجة"، الرجل الثاني في التنظيم.
مخاطر داعش دفعت الأردن وسوريا والعراق ولبنان وتركيا إلى إطلاق مركز عمليات مشترك للتنسيق والتعاون في مكافحة التنظيم، ودعم الجهود الإقليمية والدولية للقضاء عليه.
وزير الخارجية العراقي أكد على ضرورة التعاون الدولي للقضاء على داعش، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات المشتركة لمحاربته ستبدأ عملها قريبًا.