يبدو بأن الأسلحة الكيماوية أصبحت في طريق العودة إلى الشرق الأوسط، ففي الوقت الذي تركز إسرائيل على الخطر الذي قد تفجره إيران في حال قررت تجميع قنابل نووية، تظهر مؤشرات تفيد بأن إيران بدأت بتطوير أسلحة كيماوية، وكذلك النظام السوري. وتقارير تشير إلى استخدام موسكو أسلحة كيماوية في حربها ضد أوكرانيا، وهي معلومات تم تداولها في لاهاي، مقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
جمعت المخابرات الإسرائيلية والغربية معلومات تشير إلى تطوير إيران لأسلحة كيماوية في مصنع للأدوية، وفقًا لخبير غربي. تقارير رسمية من إدارة بايدن أكدت محاولة إيران الحصول على عناصر كيماوية ذات استخدامات ثنائية، تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، لأغراض هجومية. بالتزامن، زعم قراصنة إيرانيون تسريب وثائق سرية تشرح تطوير جامعة عسكرية في إيران لقنابل يدوية تحتوي على مواد كيماوية.
وزارة الخارجية الأميركية نشرت تقريراً عن معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيماوية جاء فيه بأن إيران تحاول الحصول على عناصر تعتمد في قوامها على مستحضرات دوائية وذلك لتستخدمها لأغراض عسكرية، وهو ما أكدته مندوبة الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، مشيرة إلى أن إيران تحتفظ ببرنامج للأسلحة الكيماوية يشتمل على عناصر تتسبب بالشلل والعجز.
الدكتور ماثيو ليفيت، الخبير في شؤون حزب الله، تحدث عن تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يركز على النشاط في قسم الكيمياء بجامعة الإمام الحسين، التابعة للحرس الثوري الإيراني، والذي طلب كميات كبيرة من مادة مخدرة تستخدم في العمليات الجراحية البيطرية، على الرغم من عدم وجود خبرة بحثية لدى العلماء في هذا المجال، وأن الدراسة خصصت لإنتاج الدواء على شكل بخاخ للرذاذ.
حادثة تسميم الطالبات الإيرانيات في عام 2022 أثارت تقارير حول تسريع إيران لبرنامج الأسلحة الكيماوية. مصادر استخبارات غربية أشارت إلى أن مطوري الأسلحة الكيماوية في إيران كانوا يختبرون فعالية المواد على هؤلاء البشر. مصادر إسرائيلية أعربت عن خوفها من مشاركة إيران لمعارفها عن الحرب والمواد الكيماوية مع حلفائها، بما في ذلك الميليشيات الشيعية في سوريا وإيران وحزب الله.
منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تراقب مدى العمل باتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، التي تحظر استخدام وتطوير وتصنيع وتخزين ونقل الأسلحة الكيماوية، مع استثناء محدود للاستخدام لأغراض البحث العلمي أو في مجال الطب أو صناعة الأدوية، وهو ما تستغله بعض الجهات لتطوير أسلحة كيماوية تحت ستار تطوير الأدوية.
الاتفاقية تسمح باستخدام المواد الكيماوية المخصصة للسيطرة على حالات الشغب مثل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود الناس، في حين يحظر استخدامها في ساحات المعارك. إسرائيل وكوريا الشمالية وقعتا على الاتفاقية، بينما ترفض مصر وجنوب السودان التوقيع عليها. إيران تستغل الثغرات في الاتفاقية لإحياء برنامجها لتطوير الأسلحة الكيماوية.
خبير بشؤون الأسلحة الكيماوية يرى بأن النظام السوري عاد لتطوير إمكانياته الكيماوية بصورة محدودة، بمساعدة إيران، وربما بمساعدة الروس. نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية على نطاق واسع ضد الثوار والمدنيين خلال الحرب السورية.
منظمة الخوذ البيضاء، التي تأسست في خضم الحرب السورية، تقوم بإنقاذ ومعالجة ضحايا القصف والهجمات بالأسلحة الكيماوية، وجمعت أدلة وعينات من الميدان وشهادات من ناجين. الجيش السوري والروسي استهدفا الناشطين العاملين لدى الخوذ البيضاء.
سوريا طورت وصنعت سلاحها الكيماوي بمساعدة مصر والاتحاد السوفييتي منذ سبعينيات القرن الماضي. على الرغم من إجبارها على التخلي عن سلاحها الكيماوي، احتفظت سوريا بما تبقى منه. تقرير صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يؤكد بأن سوريا بدأت باستخدام الأسلحة الكيماوية من جديد في عام 2018.
روسيا مستمرة في خرق التزاماتها الدولية تجاه هذه الاتفاقية. منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أصدرت تقريراً يثبت استخدام روسيا للأسلحة الكيماوية في أوكرانيا. يجب على إسرائيل أن تبقى حذرة ومتيقظة تجاه عودة الأسلحة الكيماوية إلى الشرق الأوسط واستخدامها في حرب أوكرانيا.