الخميس, 18 سبتمبر 2025 07:07 PM

تحركات روسية متزايدة في سوريا: هل تعود موسكو إلى الواجهة بقوة؟

تحركات روسية متزايدة في سوريا: هل تعود موسكو إلى الواجهة بقوة؟

ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، على رأس وفد عسكري واقتصادي إلى دمشق ولقاءه مع رئيس المرحلة الانتقالية السورية، أحمد الشرع، وعدد من الوزراء، تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، وتستهدف إعادة ترسيخ النفوذ الروسي في سوريا.

وفقًا للصحيفة، تسعى موسكو لاستعادة موقعها العسكري والسياسي في البلاد بعد تراجع نفوذها في بعض المناطق عقب سقوط النظام السابق، حيث اقتصر تواجدها على اللاذقية وطرطوس ومطار القامشلي. إلا أن التحركات الروسية الأخيرة تشير إلى رغبة في التوسع مجددًا نحو الجنوب السوري (السويداء ودرعا) والشمال الشرقي، خاصة مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

موسكو ودور الوسيط الإقليمي

تحاول روسيا استغلال علاقاتها المتشعبة في المنطقة، وخاصة مع إسرائيل، للعب دور الوسيط بين تل أبيب وأنقرة، في ظل معارضة إسرائيل لتنامي النفوذ التركي داخل الأراضي السورية. ويبدو أن موسكو قد عرضت على القيادة السورية إمكانية لعب دور توازني في الجنوب لمنع تصعيد جديد أو عمليات عسكرية قد تؤدي إلى تقسيم فعلي، خاصة بعد التوترات الأخيرة في السويداء والمطالبات بكيان إداري مستقل.

في هذا السياق، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، تأكيده على أن الوضع في سوريا لا يزال هشًا، وأن بلاده مستعدة للمساهمة في تحقيق الاستقرار وتفادي الفوضى.

تعزيزات عسكرية في الشمال الشرقي

في شمال شرق سوريا، بدأت روسيا بتوسيع وجودها تدريجيًا انطلاقًا من مطار القامشلي. فقد عادت الدوريات البرية والجوية الروسية إلى مدن مثل القحطانية، الجوادية، المالكية، والقامشلي، بالتنسيق مع تركيا، في إطار التحضير لإحياء "اتفاق سوتشي" الموقع بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، والذي ينص على انتشار مشترك للجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية على طول الحدود مع تركيا.

كما يُحتمل أن تلعب موسكو دور الوسيط بين الحكومة السورية الانتقالية و"قسد"، خاصة في ظل وجود تفاهمات سابقة بين الطرفين، مثل اتفاق 10 مارس.

تغييرات داخل قاعدة القامشلي

كشفت مصادر ميدانية للصحيفة عن تغييرات ملحوظة داخل القاعدة الروسية في القامشلي، بما في ذلك تعزيزات في العتاد العسكري وتوسعة في المقرات. وأشارت المصادر إلى أن الجنود الروس عادوا للظهور العلني في المدينة، وبدؤوا بالتجول في الأسواق لتجهيز القاعدة، مما يشير إلى خطة لإعادة الانتشار على نطاق أوسع.

كما أكدت المصادر أن القوات الروسية زادت من تواجدها في مناطق "قسد" بعد أن كانت قد خفضته في الأشهر التي تلت سقوط النظام، مشيرة إلى استئناف الدوريات في مناطق التماس مع فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا، وخاصة قرب مدينة رأس العين، مع احتمال امتداد تلك الدوريات إلى ريفي الرقة وحلب.

دعم لوجستي وجوي متواصل

أشار التقرير أيضًا إلى أن موسكو تحتفظ بعدد من المروحيات القتالية في مطار القامشلي، إلى جانب منظومات رادار ودفاع جوي، ويتم تزويد القاعدة بشكل منتظم من خلال طائرة شحن قادمة من قاعدة حميميم، تنقل الإمدادات والمعدات العسكرية والغذائية والوقود.

مشاركة المقال: