الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 12:42 AM

تحليل في فاينينشال تايمز: هل تُعرّض إسرائيل علاقتها بمصر للخطر؟

تحليل في فاينينشال تايمز: هل تُعرّض إسرائيل علاقتها بمصر للخطر؟

نشرت صحيفة فاينينشال تايمز البريطانية مقالاً للكاتبة كسنيا سفتلوفا، العضوة السابقة في الكنيست الإسرائيلي ورئيسة المنظمة الإقليمية للسلام والاقتصادات والأمن، تحلل فيه التوتر المتزايد بين إسرائيل ومصر.

تبدأ سفتلوفا مقالها بالإشارة إلى التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة صفقة غاز مع مصر بقيمة 35 مليار دولار، معتبرةً ذلك "خطأً كبيراً" يهدد بتقويض الشراكة العربية الأكثر أهمية لإسرائيل. وتوضح أن نتنياهو برر ذلك بـ "انتهاكات مصرية مزعومة لمعاهدة السلام من خلال الانتشار العسكري في سيناء"، وهو ادعاء ترفضه مصر.

وترى الكاتبة أن هذا التصرف يعكس نمطاً مقلقاً من الأزمات "المصطنعة" و"المصممة" للضغط على القاهرة لـ "قبول سياسات لا يمكن لأي حكومة مصرية أن تتبناها على الإطلاق". وتذكر أن حكومة نتنياهو والإعلام الإسرائيلي وحزب الليكود، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، رددوا هذه الادعاءات حول خروقات مصرية لاتفاقية السلام.

وتستشهد بمثال تحذير السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، للمنظمات اليهودية الأميركية من أسلحة هجومية زعم أنها تشكل "انتهاكاً واضحاً" للاتفاقية في سيناء، وتعهده بأن إسرائيل ستعالج "قريباً جداً وبشكل حاسم للغاية" الحشد العسكري المصري المزعوم. إلا أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين دحضوا هذه الادعاءات لاحقاً، موضحين أن التقارير المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي حول زيادة القوات المصرية في سيناء غير صحيحة، وأنها نُشرت من قبل شخصيات يمينية لأسباب سياسية.

وتؤكد سفتلوفا أنه بعد 46 عاماً من السلام البارد والتعاون البنّاء عموماً، تهب رياح عدائية متزايدة من إسرائيل نحو القاهرة. وتعدد منافع صفقة الغاز التي عطلتها إسرائيل، مشيرةً إلى أنها توفر فوائد متبادلة هائلة مثل "زيادة إنتاج الغاز الإسرائيلي وتوسيع البنية التحتية للتصدير واستثمار مصر البالغ 400 مليون دولار في وصلات خطوط الأنابيب".

وتربط الكاتبة تعطيل المسؤولين الإسرائيليين للاتفاق بسياستهم تجاه غزة، إذ يرفضون طرح خطط واقعية لمرحلة ما بعد الحرب، مكتفين بشعارات عامة مثل: لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية. وتوضح أن هذا الفراغ السياسي أفسح المجال للتصورات المتطرفة، ومنها توقع قبول مصر التهجير الطوعي لفلسطينيين من غزة.

وتربط سفتلوفا تعطيل صفقة الغاز بـ "إعادة احتلال إسرائيل لمدينة غزة"، واصفةً إياها بأنها تأتي ضمن "حملة منسقة للضغط على مصر". وتستطرد قائلة إنه "لن تشارك أي حكومة مصرية في التهجير القسري للفلسطينيين، وأن التبعات الأمنية والتكاليف السياسية لذلك ستكون مدمرة"، مضيفة أن مصر "دفعت ثمناً باهظاً" للإبقاء على اتفاقية السلام أثناء حرب غزة.

وتصف معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر بأنها "واحدة من أنجح الإنجازات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، حيث وفرت الأساس للاستقرار الإقليمي الأوسع". وترى أن إسرائيل تخاطر بعزل أهم دولة في العالم العربي لأنها "لا تتعامل مع مصر باعتبارها شريكاً قيّماً في الأمن الإقليمي". كما ترى أنه بعد هجمات الدوحة، قد تستعيد مصر دورها كمفاوض رئيسي بين إسرائيل وحماس.

(BBC)

مشاركة المقال: