سعود الرحبي – محلل أسواق مالية تراجعت أسعار الذهب خلال جلستين متتاليتين في المعاملات الفورية والآجلة، لتسجّل ما دون 3275 دولارًا للأونصة، بانخفاض بلغت نسبته 6.70%. وجاء هذا التراجع بعد أن فسّر المستثمرون اللهجة الإيجابية التي اتسمت بها تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه كل من الصين ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي كإشارة طمأنة للأسواق، مما دفعهم إلى تنفيذ عمليات بيع واسعة للذهب بهدف جني الأرباح.
وتزامنت هذه الموجة البيعية مع تزايد شهية المخاطر لدى المستثمرين، وهو ما انعكس بوضوح من خلال إقبالهم على شراء الأصول المالية عالية المخاطر في وول ستريت، الأمر الذي ساهم في ارتفاع مؤشر S&P 500 ليصل إلى 5480 نقطة، محققًا مكاسب بنسبة 7%. وكان ترامب قد أعرب عن استعداده لتقليص الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها على السلع الصينية، كما أكد عدم نيته إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعدما كانت دعوته إلى خفض فوري في أسعار الفائدة قد أثارت موجة ذعر في الأسواق وتحذيرات من رجال الأعمال.
هل انتهى صعود الذهب؟ رغم اللهجة التصالحية التي تبناها ترامب، إلا أن العديد من المتداولين لا يزالون يشككون في استقرار السوق، في ظل التقلبات المتكررة في السياسات التجارية للإدارة الأميركية، ما يبقي احتمالات العودة إلى الذهب كملاذ آمن قائمة. وبالتالي، فإن موجات شراء جديدة قد تعود في أي وقت طالما استمرت هذه الضبابية.
عوامل دعمت صعود الذهب سابقًا كان سعر الذهب قد ارتفع بأكثر من 25% منذ بداية العام، متجاوزًا حاجز 3500 دولار للأونصة في وقت سابق من هذا الأسبوع، بدعم من سياسة ترامب الجمركية والتوترات الجيوسياسية التي دفعت المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر. كما ساهمت التدفقات القوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة، وعمليات الشراء المتواصلة من البنوك المركزية في دعم هذا الصعود القياسي للذهب.