الأحد, 20 أبريل 2025 10:59 AM

تحليل: هل حققت إيران مكاسب في جولة مفاوضات عمان النووية؟

تحليل: هل حققت إيران مكاسب في جولة مفاوضات عمان النووية؟

جورج عيسى – يبدو أن إيران قد حققت مكاسب كبيرة في الجولة الأولى من مفاوضات عمان بشأن برنامجها النووي، وهذا ما يؤكده إليوت أبرامز، الموفد الخاص السابق للشؤون الفنزويلية والإيرانية في إدارة ترامب.

في حديثه أمام "مجلس العلاقات الخارجية"، أشار أبرامز إلى ثلاثة أسباب رئيسية رجحت كفة إيران في هذه الجولة. أولاً، سعت الولايات المتحدة إلى مفاوضات مباشرة، لكنها حصلت على محادثات غير مباشرة، ولم تغير "الدردشة-التحية" بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وموفد ترامب ستيف ويتكوف من طبيعة التفاوض.

ثانياً، انتقادات ترامب السابقة للاتفاق النووي، لعدم معالجته قضية وكلاء إيران وبرنامجها الصاروخي، تم تجاهلها في عمان، حيث تم التركيز فقط على المسائل النووية.

ثالثاً، صرح ويتكوف لصحيفة "وول ستريت جورنال" قبل التفاوض: "أعتقد أن موقفنا يبدأ من تفكيك برنامجكم... وهذا لا يعني أننا لن نجد طرقاً أخرى للتسوية بين بلدينا، حيث خطنا الأحمر سيكون عدم تسليح قدرتكم النووية".

أعاد أبرامز صياغة موقف ويتكوف بتهكم: "هذا هو جوهر موضوعنا – لكن إن لم يعجبكم، سأجد (جوهراً) آخر".

تساؤلات إضافية

قد يكمن ضعف آخر في الموقف الأميركي في شخص ويتكوف نفسه، الذي يفتقر إلى الخبرة السياسية في الملف الإيراني، كونه قادماً من عالم الأعمال. ربما اختاره ترامب لصداقتهما وتشابه مسيرتيهما. تشير التقارير إلى أن ويتكوف كان يجمع مبالغ الإيجارات وهو يحمل مسدساً في بداية حياته العملية، وهو ما يذكره ترامب في كتابه "فن الصفقة".

بات الإيرانيون متمرسين في التفاوض مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، وشارك عراقجي في صياغة الاتفاق النووي لسنة 2015. ويبدو ويتكوف متعاطفاً مع الإيرانيين، حيث شدد على أهمية ذهاب إيران إلى التفاوض لإزالة "التصورات الخاطئة" عن مسعاها النووي، معتقداً أن إيران لا تسعى لبناء قنبلة نووية.

يثير تعليق ويتكوف بكلمة "عظيم" على منشور لعراقجي حول تعهد إيران بعدم حيازة سلاح نووي "تحت أي ظرف" تساؤلات حول جدوى التفاوض والخروج من الاتفاق أساساً. وقد حذف ويتكوف تعليقه لاحقاً، مما يثير المزيد من الجدل.

لا يمكن القفز فوق الالتباس

يكمن الالتباس في موقف ويتكوف في قضية عدم السماح لإيران ببناء سلاح نووي، حيث أن التخلص من القدرة النووية لإيران يختلف عن عدم تسخير هذه القدرة لتصنيع قنبلة. الخيار الثاني يعني عملياً الفلسفة نفسها التي استند إليها اتفاق 2015: بنية تحتية كافية للتخصيب، مع رقابة أممية للتأكد من أنه ليس تخصيباً ممكّناً للتسليح. ويرى ولي نصر أن إيران استنتجت أن الأميركيين مهتمون فقط بإرجاع البرنامج الإيراني إلى مرحلة مدنيّة خاضعة للمراقبة.

إن مجرد انعقاد هذا اللقاء بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين يعتبر مكسباً كبيراً للإيرانيين، خاصة بعد أن منع مسؤولون في إدارة ترامب لقاءً مشابهاً مع وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف في عام 2019.

تأرجُح

وصف ترامب مفاوضات عمان بأنها "لا بأس بها"، مضيفاً أن "وضع إيران يسير على نحو جيد جداً". هذا التقييم يحمل نسبة كبيرة من التأرجح واللا يقين، ربما بسبب عدم صدور نتيجة واضحة من محادثات عمان.

وهدد ترامب باتخاذ قرار بشأن إيران في وقت "سريع جداً"، مما يشير إلى أن الجولة الأولى من المحادثات لم تحقق النتائج الإيجابية المأمولة.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: